موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
روح وحياة
نشر الإثنين، ١٨ يناير / كانون الثاني ٢٠٢١
17 كانون الثاني: القديس أنطونيوس الكبير، كوكب البرية وأبو الرهبان

إعداد الأب وليم عبد المسيح سعيد الفرنسيسكاني :

 

هو أب الأسرة الرهبانية ومؤسس الحركة الرهبانية في العالم كله.

 

وُلد في مصر  نحو عام 250، من والدين غنيين. عندما كان لا يزال شابًا، وبعد وفاة والديه، سمع صوت الرب يناديه من خلال إنجيل متّى، قائلاً: "إن كنت تريد أن تكون كاملاً فاذهب وبِع كلّ شيء لك واعطه للمساكين فيكون لك كنز في السماء وتعال واتبعني". فترك أنطونيوس الكبير كل ثروته ووزعها على الفقراء وسكن بجوار نهر النيل لفترة طويلة، وأمضى وقته كلّه في الصلاة بنسكٍ شديد والعمل، ليتوغّل في الصحراء لاحقًا ويسكن في مغارة يمارس حياة الوحدة ومناجاة الخالق مدّة عشرين سنة "مكتشفًا صورته الأصليّة في رؤية الحبيب"، فبعمق الصّمت أصغى إلى صوت الله وتقرّب منه.

 

في الصّحراء، حاربته الشياطين علانية تارة على شكل نساء وأخرى على شكل وحوش مرعبة. لكنه انتصر على هذه التجارب بالصلاة والصوم والتامل. فكان طعامه اليومي قطعة من الخبز الجاف وقليل من الملح والماء. ذاع صيته. فكان يأتي إليه كثيرًا من المتعطشين لسماع كلام الرب. فصار معلمًا لعدد كبير من التلاميذ الذين انشأ معهم الكثير من الأديرة. وقف بجانب المسيحيين المضطهدين في أثناء اضطهادات الإمبراطور ديوقلسيانوس. وساند تلميذه اثناسيوس في مقاومته للآريوسيين الذين انكروا الوهية المسيح. منحه الرب موهبه شفاء المرضى وطرد الأرواح الشرير.

 

في نهاية مسيرته، حث رهبانه على الثبات في طريق الكمال وممارسة الأعمال المقدسة. والحرص كل الحرص ألا تدنس أنفسهم شوائب الافكار. وجعل الموت نصب أعينهم وحياة القديسين قيد ابصارهم ويقتدون بهم. فرقد في الرب يوم السابع عشر من شهر كانون الثاني عام 356. وهكذا يصبح عطر قداسته رحيقًا يرافق عبيره كل مسيحي.

 

صلاة: اللهم يا من منحت القديس أنطونيوس الكبير، أن يهجر الدنيا وما فيها ويقف حياته على خدمتك في البرية بسيرة عجيبة. امنحنا بشفاعته أن نتسامى فوق أهوائنا، وان نحبك فوق كل شيء وفي كل حين آمين.