موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الجمعة، ٢٩ نوفمبر / تشرين الثاني ٢٠٢٤
أبرشية البطريركية اللاتينيّة تباشر عملية تطويب وتقديس خادمة الله مريم للثالوث

أبونا :

 

أعلن الكاردينال بييرباتيستا بيتسابالا، بطريرك القدس للاتين، الجمعة 29 تشرين الثاني 2024، عن موافقته لطلب راهبات القديسة كلارا في القدس، الملقبات بـ"الفقيرات"، للبدء في عملية تطويب خادمة الله مريم للثالوث، من دير الكلاريس، لإعلانها طوباويّة، ثمّ قديسة، بمشيئة الله.

 

ولفت إلى أن هذا القرار قد أتى بعد سنوات من التقييم والدراسة والتمييز، وقد أيّده كثير من الناس في جميع أنحاء العالم، وكذلك بعض الأبرشيّات. وأشار إلى أنّ دائرة شؤون القديسين قد أكّدت موافقتها على الشروع في عملية التقديس في 14 تشرين الأوّل 2024، كما صوّت مجلس رؤساء الكنائس الكاثوليكيّة في الأرض المقدّسة بالإجماع لصالح هذا القرار في 29 تشرين الأوّل 2024.

 

وطلب الكاردينال بيتسابالا من الأساقفة والكهنة، والرهبان والراهبات، المكرّسين والمكرّسات، وكلّ شعب الله في أبرشيّة البطريركيّة اللاتينيّة بالقدس أن يرافقوا هذه النعمة الجديدة بالصلاة، موضحًا بأنّها ستأتي بثمار ليس فقط لكنيسة القدس، بل للكنيسة جمعاء.

 

 

⮜ من هي خادمة الله مريم للثالوث؟

 

في 25 حزيران 1942، توفيت في القدس، عن عمر يناهز 41 عامًا، خادمة الله مريم للثالوث (واسمها: لويزا جاك)، راهبة من رهبانية القديسة كلارا. ولدت في جنوب إفريقيا في حضن عائلة بروتستانتية مرسلة، ونشأت في سويسرا، ثم اعتنقت خادمة الله الإيمان الكاثوليكي بعد رحلة بحث طويلة.

 

في سن الـ25، أي في غمرة شبابها، عاشت أزمة وجودية وإيمانية عميقة، بلغت ذروتها في ليلة ارتدادها. فبينما كانت تتخبط في دوامة اليأس، شاهدت النور وشعرت بجاذبية لا تقاوم نحو حياة الدير. وبسبب انجذابها إلى سر القربان المقدس، تلقّت المعمودية في الكنيسة الكاثوليكية في 19 آذار 1928. وبعد محاولات عديدة بحثًا عن دعوتها، قادتها العناية الإلهية في سن الـ37 إلى دير راهبات الكلاريس في القدس، حيث كان الله ينتظرها ليوحّدها بشكل أوثق بسر فصحه.

 

دفعت المحن والمرض ومعاناة الحياة خادمة الله إلى البحث عن الحقيقة والحبّ الحقيقي، منتصرة على الشرّ بالخير، ومتشوّقة لسماع صوت الله. كرّست نفسها، دون ضجة وبلا تحفظ،  للصلاة والعبادة والمحبة الأخوية، طالبة بكل قواها وحدة المسيحيين وهبة السلام. في 8 كانون الأول من عام 1941، قدّمت نفسها ذبيحة ليسوع القرباني، وبعد بضعة أشهر توفيت بسلام، تاركة وراءها شهادة حياة مسيحيّة مشرقة.

 

 

⮜ مرسوم بطريركي

 

وبالتزامن مع هذا الإعلان، أصدر البطريرك بييرباتيستا بيتسابالا مرسومًا دعا فيه المؤمنين إلى إبلاغ أمانة سرّ البطريركيّة اللاتينيّة في القدس "عن جميع الأخبار التي يمكن أن تستنتج منها عناصر تؤكد أو تعارض شهرة قداسة خادمة الله مريم للثالوث".

 

ونظرًا لوجوب تجميع كل الكتابات المنسوبة إليها وفقًا للأحكام القانونيّة، دعا غبطته "كل من كان بحوزته أية كتابة، أن يسلّمها بالسرعة الممكنة إلى أمانة سرّ البطريركية، ما لم تكن قد سُلّمت بالفعل إلى مكتب دعوى التطويب". وذكّر بأنّ "الكتابات المذكورة لا تعني فقط الأعمال المطبوعة، التي تمّ جمعها بالفعل، ولكن أيضًا المخطوطات، واليوميات، والرسائل، وأية كتابة خاصة أخرى لخادمة الله. وأولئك الذين يرغبون في الاحتفاظ بالنسخ الأصلية، يمكنهم تقديم نسخة مصدّقة حسب الأصول".

 

هذا وقرّر بطريرك القدس للاتين أن يعلّق هذا المرسوم، الصادر في 29 تشرين الثاني 2024، لمدة شهرين على أبواب أمانة السرّ والكاتدرائية، وأن يُنشر في مجلة الأبرشيّة، وكذلك على مواقع البطريركيّة اللاتينيّة، وحراسة الأرض المقدسة، وراهبات الكلاريس.