موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
روح وحياة
نشر الأربعاء، ٢٠ نوفمبر / تشرين الثاني ٢٠٢٤
كارلو أكوتيس وبيير جورجيو فراساتي... قديسان في سنة اليوبيل

أبونا :

 

أعلن البابا فرنسيس، اليوم الأربعاء، أن الطوباوي كارلو أكوتيس والطوباوي بيير جورجيو فراساتي، وهما شابان كاثوليكيان محبوبان لإيمانهما النابض بالحياة وشهادتهما للقداسة، سيتم إعلان قداستهما خلال احتفالين كبيرين باليوبيل مخصصين للشباب.

 

وأكد المتحدث باسم الفاتيكان ماتيو بروني في وقت لاحق أن تقديس كارلو أكوتيس سيحدث خلال يوبيل الكنيسة للمراهقين الذي سيقام في الفترة من 25 إلى 27 نيسان، وسيتم تقديس بيير جورجيو فراساتي خلال يوبيل الشباب من 28 تموز إلى 3 آب.

 

كارلو أكوتيس: أول قديس من جيل الألفية

 

كارلو أكوتيس، مراهق إيطالي توفي بالسرطان عام 2006، وقد عرف بتفانيه الشديد للقربان الأقدس.

 

ولد أكوتيس في عام 1991، وهو أول شخص من جيل الألفية يتم تطويبه من قبل الكنيسة الكاثوليكية. بعد وقت قصير من تلقيه المناولة الأولى في سن السابعة، أخبر كارلو والدته: "أريد أكون متحدًا دائمًا مع يسوع: هذه هي خطة حياتي". ولتحقيق ذلك، سعى كارلو إلى حضور القداس اليومي قدر استطاعته في كنيسة الرعيّة. أطلق كارلو على القربان الأقدس "طريقي إلى السماء"، وفعل كل ما في وسعه لجعل هذا الحضور معروفًا. وقد ألهمت شهادته والديه للعودة إلى ممارسة الإيمان، والمربيّة الهندوسية لاعتناق المسيحية.

 

كان كارلو طفلًا بارعًا في التكنولوجيا يحب أجهزة الكمبيوتر والحيوانات وألعاب الفيديو. ويتذكر مرشده الروحي أن كارلو كان مقتنعًا بأن الشواهد على معجزات القربان المقدس يمكن أن تكون مقنعة في مساعدة الناس على إدراك أن يسوع حاضر فعلاً في كل قداس.

 

على مدار عامين ونصف، عمل كارلو مع عائلته على تنظيم معرض عن معجزات القربان المقدس والذي تم افتتاحه لأوّل مرّة في عام 2005، خلال عام القربان المقدس الذي أعلنه البابا يوحنا بولس الثاني، ومنذ ذلك الحين تم عرضه في آلاف الرعايا في خمس قارات.

 

لقد شهد العديد من زملاء كارلو وأصدقائه وأفراد عائلته كيف جعلهم أقرب إلى الله. كان كارلو شخصًا منفتحًا للغاية ولم يكن خجولاً من التحدّث مع زملائه في المدرسة وأي شخص قابله عن الأشياء التي أحبها: القداس، وحضور يسوع في القربان المقدس، والسماء. يُذكر عنه قوله: "الأشخاص الذين يضعون أنفسهم أمام الشمس يكتسبون سمرة؛ والأشخاص الذين يضعون أنفسهم أمام القربان المقدس يصبحون قديسين".

 

توفي كارلو عن عمر يناهز الخامسة عشرة في عام 2006، بعد وقت قصير من تشخيص إصابته بسرطان الدم. قبل وفاته، قال كارلو لوالدته: "أقدّم كل معاناتي للرب من أجل البابا والكنيسة حتى لا أذهب إلى المطهر بل أذهب مباشرة إلى السماء".

 

زار الآلاف من الناس قبر كارلو في أسيزي بعد تطويبه في كنيسة القديس فرنسيس الأسيزي في 10 تشرين الأول 2020. ومنذ تطويبه، تم تسمية المدارس الكاثوليكية حول العالم باسم أكوتيس، بالإضافة إلى عدد لا يحصى من المبادرات في الرعايا. وقد شجّع البابا فرنسيس الشباب على اتخاذ الطوباوي كارلو مثالاً لهم في إعطاء الأولوية "للعطية العظيمة المتمثلة في القربان الأقدس".

بيير جورجيو فراساتي: "إلى أعالي" القداسة

 

توفي بيير جورجيو فراساتي عن عمر يناهز 24 عامًا في عام 1925، وهو محبوب أيضًا من قبل الكثيرين  لشهادته المتحمسة للقداسة التي تصل "إلى أعاليها". فقد كان هذا الشاب من مدينة تورينو، بشمال إيطاليا، متسلقًا للجبال، ودومينيكيًا من النظام الثالث (العلماني)، ومعروفًا بأعماله الخيرية.

 

ولد فراساتي في سبت النور في 6 نيسان 1901، وكان ابن مؤسّس ومدير الصحيفة الإيطالية "لا ستامبا". في سن السابعة عشر من عمره، انضم إلى جمعية القديس منصور دي بول، وكرّس الكثير من وقت فراغه لرعاية الفقراء والمشرّدين والمرضى، وكذلك العسكريين العائدين من الحرب العالمية الأولى. وكان أيضًا مشاركًا في رسوليّة الصلاة والعمل الكاثوليكي. وقد حصل على إذن لإعطاء المناولة يوميًّا.

 

في صورة لما سيكون آخر تسلق له، كتب فراساتي عبارة "Verso L’Alto"، والتي تعني "إلى الأعالي". وقد أصبحت هذه العبارة شعارًا للعديد من الكاثوليك في سعيهم إلى بلوغ قمة الحياة الأبدية مع المسيح. توفي فراساتي بشلل الأطفال في الرابع من تموز عام 1925. وتكهن أطباؤه فيما بعد بأن الشاب أصيب بشلل الأطفال أثناء خدمته للمرضى.

 

وصفه البابا يوحنا بولس الثاني، الذي طوّب فراساتي في عام 1990، بأنه "رجل التطويبات الثمانية".

 

لم يعلن الفاتيكان بعد عن اعترافه بالمعجزة الثانية المنسوبة إلى الطوباوي بيير جورجيو فراساتي، والتي مهّدت لإعلان قداسته. ومن المتوقع أن يتم تأكيد المعجزة من الفاتيكان، إلى جانب الإعلان عن التاريخ المحدّد لقداس إعلان قداسة فراساتي في المستقبل القريب.