موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر
أمرت سلطات طالبان في أفغانستان بإغلاق صالونات التزيين في أنحاء البلاد في غضون شهر، حسبما أعلنت وزارة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، الثلاثاء، في آخر حلقة من القيود الساعية إلى إقصاء النساء من الحياة العامة. ويطال الأمر آلاف الأنشطة التي تديرها نساء وكثيرا ما تكون المصدر الوحيد لدخل الأسر، ويحظر أحد الفرص القليلة المتبقية أمامهن للتواصل الاجتماعي بعيدا عن المنزل.
ولم يكشف متحدث باسم وزارة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر محمد صادق عاكف مهاجر عن الأسباب التي دفعت السلطات لاتخاذ ذلك القرار. وقال لوكالة فرانس برس "عندما تُغلق الصالونات نُطلع وسائل الإعلام على الأسباب". وأوضح أن تلك الأنشطة مُنحت وقتا قبل الإغلاق كي تتمكن من استخدام مخزوناتها دون أن تتكبّد خسائر.
وقالت مديرة صالون في كابول طلبت عدم الكشف عن اسمها "كان من الجيّد لو لم تتواجد النساء على الإطلاق في هذا المجتمع". وأضافت "أقول هذا الآن: اتمنى لو أني ما وُلدت. اتمنى لو لم يولد أحد في افغانستان، أو لم نكن من أفغانستان".
واطّلعت وكالة فرانس برس على نسخة من الأمر الذي يقول إنه يستند إلى "تعليمات شفهية من المرشد الأعلى" هيبة الله أخوندزاده.
وظهر العديد من صالونات التجميل في أنحاء كابول ومدن أخرى في السنوات العشرين خلال احتلال القوات الأميركية لهذا البلد. واعتُبرت تلك الصالونات مكانا آمنا للتجمع والتواصل بعيدا عن الرجال، ووفرت فرص عمل حيوية للنساء.
وجاء في تقرير رفعه المقرّر الخاص لأفغانستان ريتشارد بينيت إلى مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، أنّ محنة النساء والفتيات في أفغانستان "هي من بين الأسوأ في العالم". وأضاف أنّ "التمييز الخطير والمنهجي والمؤسسي ضد النساء والفتيات هو في صميم عقيدة طالبان وحكمها، وهو ما يثير مخاوف من احتمال أن يكونوا مسؤولين عن فصل عنصري بين الجنسين".
وناشدت بعثة المساعدة الدولية لأفغانستان (أوناما) السلطات العودة عن أوامر إغلاق الصالونات. وقالت في تغريدة إنّ "هذه القيود الجديد لحقوق النساء ستكون لها انعكاسات سلبية على الاقتصاد، وتتناقض مع الدعم المعلن لريادة النساء للأعمال".
وكان أخوندزاده الذي نادرا ما يظهر علنا ويحكم بمرسوم من معقل طالبان في قندهار، قال الشهر الماضي إنّ النساء الأفغانيات أُنقذن من "قمع تقليدي" من خلال تبنّي الشريعة الإسلامية واستعادة وضعهن "كبشر أحرار وذوي كرامة". وقال في بيان بمناسبة عيد الأضحى إن خطوات اتُخذت لتوفير "حياة مريحة ومزدهرة وفق الشريعة الإسلامية".
ومنذ سيطرتها على السلطة في آب 2021، حظرت حكومة طالبان النساء والفتيات من ارتياد المدارس الثانوية والجامعات، ومن الحدائق العامة ومدن الملاهي والصالات الرياضية، وأمرتهنّ بارتداء الحجاب في الأماكن العامة. كما منعت النساء من العمل لدى الأمم المتحدة أو المنظمات غير الحكومية، وطُردت الآلاف منهن من وظائف حكومية أو يُدفع لهن للبقاء في المنزل.