موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر
يقرأ المرء بكلّ وضوح خصوصًا في الإنجيل الطاهر كما ألهمه الله وأوحى به إلى البشير لوقا أنّ المسيح "قام من بين الأموات" وأنّه "قام في الحقيقة وظهر لسمعان وللمجدلية وللرسل" (لوقا 24: 7 و34 و47 وتابع).
يقول القدّيس أمبروسيوس: "إن أردتم أن تجدوا السيّد المسيح، فالشمس قد أشرقت الآن، تعالوا مثل هؤلاء النسوة، ليته لا يكون في قلوبكم ظلام الشر، لأن شهوات الجسد والأعمال الشريرة هي ظلام. من كان في قلبه ظلام من هذا النوع لا يعاين النور ولا يُدرك المسيح، لأن المسيح هو نور. انزعوا الظلام منكم يا إخوة، أي انزعوا عنكم كلّ الشهوات الخاطئة والأعمال الشريرة، وليكن لكم الطيب الحلو، أي الصلاة بغيرة، قائلين مع المرتل: "لتستقم صلاتي كالبخور قدامك" (مز 141: 2)... إن أردتم أن تعاينوا الرب يلزمكم ترك الشر مثابرين على الثبات في الصلاح الذي بدأتم إياه".
وهذه امثلة أخرى قليلة فقط من الكمّ الضخم من شهادات الاباء من القرن الاول الميلادي وما بعد بخصوص القيامة السيدية المجيدة:
القديس كيرلس الأورشليمي: "إن السيد المسيح قام بعد انتهاء يوم السبت مع نسمات بداية الأحد. كأن النسوة وقد حملن الطيب وانطلقن نحو القبر يُمثّلن كنيسة العهد الجديد التي انطلقت من ظلمة حرف السبت إلى نور حرية الأحد، تتمتع بعريسها شمس البرّ مشرقًا على النفوس المؤمنة، محطمًا الظلمة".
الأب سفريانوس أسقف جبالة والمعاصر للقديس يوحنا الذهبي الفم: "قام والحجر على الباب. وهذا الحجر ما هو إلاّ حرفية الناموس الذي كُتب على حجارة، هذه الحرفية يجب دحرجتها بنعمة الله عن القلب حتى نستطيع أن ننظر الأسرار الإلهية، ونتقبل روح الإنجيل المُحيي؟ قلبك مختوم وعيناك مغلقتان، لهذا لا ترى أمامك بهاء القبر المفتوح والمتّسع".
الأنبا بولس البوشي: "المسيح قام والحجر مختوم على باب القبر، وكما وُلد من البتول وهي عذراء كنبوة حزقيال (حز 44: 1-3). وأما دحرجة الملاك للحجرعن باب القبر، فلكي تُعلن القيامة بشكل جيّد، لأنّه إذا بقي الحجر مختومًا، يعتقد الناس أنّ جسده في القبر".
ظهورات المسيح بعد قيامته المجيدة
ظهوره لمريم المجدلية ومريم الأخرى في عودتهما من زيارة القبر(متّى 28: 9). وظهوره لمريم المجدلية مرّة أخرى وقد ظنّت أنّه البستاني (يو 20: 16). ظهوره لبطرس الرسول (لو 24: 34). ولتلميذَي عمواس (لو 24: 30 و31). ظهوره لتلاميذه في العلّيّة وقد كشف لهم آثار الجراح (يو 20: 20).
ظهوره للتلاميذ ومعهم توما: "ثم قال لتوما هَات إصْبِعَكَ إلى هنا وأبصِر يديَّ، وهات يَدَك وضَعْهَا في جَنبي، ولا تكن غَير مؤمِن بل مؤمنًا" (يو 20: 27). وظهوره ليعقوب الرسول (1 كور 15: 7).
ظهوره للتلاميذ في الجليل "وأمّا الأحَدَ عَشَر تلميذًا فانطَلَقوا إلى الجليل إلى الجبل حيث أمرهم المسيح (متّى 28: 16). وظهوره لسبعة من تلاميذه عند بحيرة طبرية وهم يتصيّدون (يو 21: 4-7). ظهوره لخمس مئة أخ معًا "وبعد ذلك ظَهَر دَفْعَةً واحدَةً لأكثر من خَمْسِمِئَةِ أخ" (1 كو 15: 6).
ثمّ ظهوره لتلاميذه قبل الصعود: "وأخرَجَهم خارجًا إلى بيت عَنْيا، ورَفَع يَدَيه وباركهم. وفيما هو يُباركهم، انفرد عنهم وأُصْعـِد إلى السماء" (لو 24: 50، 51).
ظهورات المسيح بعد صعوده إلى السماء
ظهوره لبولس رسول الأمم والإناء المختار (شـاول) (1كو 15: 8). ولاستفانوس وقت استشهاده قال: "ها أنا أنظُر السموات مفتُوحَةً، وابن الإنسان قائمًا عن يمين اللَّه" (أع 7 : 56).
ظهوره ليوحنّا الحبيب وهو في المنفى، في جزيرة بطمس كتب: "شِبْه ابن إنسان مُتَسَرْبلًا بثوب إلى الرِّجْلين، ومتَمَنْطِقًا عند ثدْيَيْه بمنْطَقة من ذَهَب.. لا تخف، أنا هو الأوَّل والآخِرُ. والحَيُّ وكنت مَيتًا، وها أنا حَيٌّ إلى أبد الآبدين! ولي مفاتِيح الهاوية والموت" (رؤ 1: 13-18).
خاتمة
رجاؤنا في قيامتنا إلى الحياة الأبدية رجاء مبارك، بغضّ النظر عن النوائب والأوجاع والمشقّات الكثيرة التي نتعرّض لها في حياتنا، لكنّنا نحصل مع الرجاء على النعمة والسلام والقوّة والصبر والمثابرة والنور... نور الحياة الجديدة التي تفتح لنا أبواب السماوات على مصراعيها بعد أن أوصَدَتها سلاسل الخطيئة.
فصحاً مجيداً مباركاً إلى المحتفلين بعيد القيامة المجيدة حسب التقويم الشرقي. المسيح قام! هللويا!