موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر
تريزتان قدّيستان: أوجه الشبه والاختلاف
كلتاهما من مواليد أوروبا: تريز الصغيرة من فرنسا، والأمّ تريزا من ألبانيا.
نفس الاسم: " تريز" و"تريزا". لقد اتّخذت الأمّ تريزا هذا الاسم تيمّنًا بالقدّيسة تريز الصغيرة. اسم الأمّ تريزا الأصلي قبل تغييره كان "آغنيس غونكزا". آغنيس تعني "القديسة" أو "النقية". غونكزا تعني "برعم الورد" أو "الزهرة الصغيرة" باللغة الألبانية.
وُلدتا في كنف عائلة كاثوليكيّة تقيّة: تريز الصغيرة رغب والدها –قبل الزواج- في أن يكون راهبًا، وأرادت أمّها أن تكون قدّيسة. الأمّ تريزا تأثّرت من كرم والدَيها الشديد، ومساعدتهما ورعايتهما للفقراء من جميع الأديان، في مكان إقامتهما.
عاشتا في جوّ عائلي يسوده الرخاء المادّي والتفاهم والمحبّة.
تيتّمتا في طفولتهما: إذ فقدت تريز الصغيرة أمّها ، والأمّ تريزا والدها.
شهدتا رؤيا: شاهدت تريز الصغيرة تحرّك تمثال العذراء فجأة في غرفتها، ودنت منها العذراء المجيدة وابتسمت لها، فشُفيت تريز من مرضها. شاهدت الأمّ تريزا رؤيا يبدو فيها الربّ وهو يدعوها إلى "خدمته بين أفقر الفقراء". أثّرت فيها تلك الرؤيا كثيرًا، بل غيّرت وجه حياتها إلى الأبد.
الدعوة: شعرتا بنداء قوي لتكريس حياتهما للربّ. وأدركتا أنّ دعوتهما في الدير فالتحقتا بدير للراهبات.
العناية الإلهية: عاشتا تحت رعاية العناية الإلهية .
الحياة الرهبانيّة والفضائل: تميّزت حياتهما الرهبانيّة بفضيلة الطهاره التواضع الصبر الوداعة التضحية. والصلاة والزهد والتأمّل الدائم، مع السخاء في تأدية الواجبات والاستسلام المطلق لإرادة الله القدّوسة، والثقة الكاملة بمحبّته الأبويّة.
التشابه في تحقيق القداسة: عن طريق إتقان أصغر الواجبات اليوميّة، وأبسط تفاصيل الحياة اليومية بدافع المحبة والإخلاص.
القلم والقدّيستان: قبل أن تمسك تريز الصغيرة "القلم" كانت تصلّي كي يبارك الرب الكلمات التي ستدوّنها. وكانت الأمّ تريزا تقول: "أنا قلم رصاص في يد الربّ الذي يكتب رسالة محبّة إلى العالم".
الابتسامة: حفظتا الابتسامة دومًا مع ما تخفيه هذه الابتسامة من محن وصعوبات.
تعامل الرؤساء معهما: تعاملت رئيسة الدير مع تريز الصغيرة بقسوة. وكذلك الأمّ تريزا عانت في البداية، من رفض مسؤولي الدير تأديتها للخدمة الرسولية في شوارع كالكوتا (بما في ذلك العناية بالجائعين والعراة والمشرّدين والعاجزين والعميان والمنبوذين).
فقيرتان بالرّوح: أي عدم تعلّقهما بالخيرات الدّنيويّة: وتمّت فيهما التهنئة السيديّة: "طوبى للفقراء بالروح" (متّى 5: 3).
من أعظم قدّيسات: العصر الحديث، أضاءتا العالم بقداستهما.
كان لهما أثر كبير: على المسيحيين من جميع الفئات، واستقطاب جماعات المؤمنين.
سفيرتان للنّعم الإلهيّة: في كلّ أنحاء العالم. في غنى أن تُعرفا وقد ذاع صيتهما في العالم بأسره، وليس فقط بين الشعب الكاثوليكي، بل تعدّاه إلى غيره، بفضل سموّ قداستهما وما حصل من معجزات بسبب شفاعتهما .
كلتاهما تأمّلتا في آلام المسيح: وطبّقتا تعاليم السيّد المسيح حسب الإنجيل الطاهر.
ملأ حب المسيح حياتهما: وطفح ذلك الحب على القريب.
ساعدتا النفوس: المتألّمة الفقيرة البسيطة.
الإرساليّة في "الهند": كانت تريز الصغيرة تحلم بالسفر إلى دير راهبات الكرمليت في الهند الصينية. بينما عاشت الأمّ تريزا حياتها الإرساليّة في الهند.
خيّم على نفسيهما ليل حالك: ألا وهو ليل "الألم الروحي": شعرتا فيه بظلمة داخلية عميقة وفترة جفاف روحاني ومعنوي وشعور بالوهن . لكنّهما بقيتا متمسّكتين بالرجاء.
رقدتا في الربّ في شهر أيلول سبتمبر عام 97: ولكن بفارق مئة سنة؛ تريز الصغيرة سنة 1897 والأمّ تريزا سنة 1997.
معلّمة الكنيسة: تريز الصغيرة معلّمة الكنيسة. الأمّ تريزا ليست "معلّمة الكنيسة" بالمعنى الرسمي الذي يُطلق على قديسين معيّنين مثل القديسة تريز الصغيرة. ولكن يمكن أن نعدّها معلّمة بالمعنى العملي والإنساني، فهي رائدة العمل الخيري في العالم لمساعدة الفقراء والمرضى والمهمّشين. ومؤسسة جمعية راهبات مرسلات المحبة. وهي شخصية مُلهمة للكثيرين في الكنيسة وخارجها.
الشفاعة: تريز الصغيرة شفيعة فرنسا، والمرسَلين. الأمّ تريزا شفيعة ألبانيا، ورسل المحبّة، ويوم الشباب العالمي وراعية أبرشيّة كلكتا.
طبيعة الدير: تريز الصغيرة عاشت حبيسة في دير الكرمليت من غير اتصال بالعالم الخارجي، بينما عاشت الأمّ تريزا على النقيض من ذلك في العالم الخارجي، وفي شوارع كلكتا، وسافرت إلى جميع أنحاء العالم حيث تأسست مراكز تابعة لإرساليّتها الخيريّة.
تعريف الشخصيّة: تريز الصغيرة كانت إنسانة عاطفيّة، تمتلك ذاتًا رقيقة جدًّا هشّة. اتّصفت الأمّ تريزا بالصلابة النفسيّة ممّا ساعدها في مقاومة ضغوط الحياة السلبيّة .
محبّة الروح الإرساليّة العظمى: عاونت تريز الصغيرة المُرسلين بالصلاة والتضحية اليوميّة. مارست الأمّ تريزا عمل المُرسلين في أرض الواقع.
عدد سنوات الرهبنة: تريز الصغيرة أمضت تسع سنوات في الرهبنة. الأمّ تريزا أمضت فيها تسعة وستين عامًا.
عدد سنوات الحياة: توفّيت تريز الصغيرة عن عمر أربعة وعشرين عامًا، والأمّ تريزا عن عمر سبعة وثمانين عامًا.
اللقب: إحداهما لُقّبت "الصغيرة" والأخرى "الأمّ".
ال – "تريز" تان" المحبوبتان على قلوب الملايين قدّيستان بامتياز لرغبتهما الشديدة في الاقتداء بالمسيح ونكران الذات. "لأنّ النفوس النقيّة إذ ترتفع بأجنحة نعمة الربّ تجد في كلماته راحتها من الهموم الدنيويّة والتعزية من قلاقل الحياة الحاضرة " (كما يقول القدّيس غريغوريوس الكبير).
يسرّ المرء أن يُنشد لهما نشيد الكنيسة السماويّة: "تعالي يا عروس المسيح، تقبّلي الإكليل الذي أعدّه لك الربّ إلى الأبد"!
أيّتها القدّيستان تشفّعا لأجل كلّ مَن يقرأ هذا المقال! آمين!