موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر
قال البابا فرنسيس إن الكنيسة تسعى وبشتى الوسائل إلى مصالحة الناس مع الله، وهي تضع هذه الإمكانية بتصرف جميع الأشخاص الراغبين بذلك، ومن ينتظرون مغفرته ويحتاجون إلى المحبة والمغفرة. وفي هذه الأزمنة الصعبة التي نمر بها نتيجة جائحة كورونا ثمة أشخاص كثيرون، لاسيما المرضى، معزولون عن العالم الخارجي. وإزاء هذا الوضع لا بد أن يدرك المؤمنون مدى غنى التقليد.
توجه البابا فرنسيس إلى المؤمنين قائلا إنه يعرف أن كثيرين من بينهم يتوجهون إلى كرسي الاعتراف خصوصًا في زمن عيد الفصح، كي يلتقوا بالله. وتوقف عند التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية الذي تطرق إلى مسألة استحالة توجّه المؤمن للاعتراف في الظروف القاهرة.
التعليم المسيحي الكاثوليكي
يتحدّث كتاب التعليم المسيحي عن الندامة ويقول في الفقرتين 1451 و1452: "تتصدر الندامة أفعال التائب كلها. والندامة هي "ألم في النفس وكره للخطيئة وعزم على الا نعود إليها من بعد". وعندما تصدر الندامة عن حب الله الذي يفوق كل شىء تسمى "كاملة" (ندامة المحبة). وهذه الندامة تغفر الخطايا العرضية، وتحظى أيضًا بمغفرة الخطايا المميتة، إذا رافقها العزم الثابت على اللجوء إلى سر الاعتراف في أقرب فرصة.
إذًا بانتظار أن تتسنى للمؤمن التائب فرصة الاعتراف عندما تسمح الظروف بذلك، يمكنه أن ينال المغفرة من الله استنادًا إلى ما جاء ذكره آنفًا. وقد تطرق إلى هذا الموضوع أيضًا المجمع التريدنتيني في فصله الرابع في سياق حديثه عن "عقيدة سر التوبة"، مؤكدًا أن "ألم النفس" المرفق بالرغبة في الاعتراف يصالحان الإنسان مع الله قبل أن ينال المؤمن التائب هذا السر. إن درب رحمة الله هذه متاحة أمام الجميع، وهي جزء من التقليد الكنسي، وهي بتصرف جميع المؤمنين العاجزين عن التقدم من كرسي الاعتراف فضلا عن الأشخاص القريبين من المرضى في البيوت أو المستشفيات.
يُشار هنا إلى أن البابا فرنسيس، وفي عظته يوم الجمعة 20 آذار 2020، توجّه إلى المؤمنين قائلا: أعرف أنّ العديد منكم وبمناسبة عيد الفصح يذهبون للاعتراف لكي يستعيدوا لقاءهم مع الله. وأضاف: إن لم نجد كاهنًا لكي نعترف، يمكننا أن نتكلّم مع الله إنّه أبونا ونقول له الحقيقة: "يا رب لقد فعلنا كذا وكذا... سامحنا"، ونطلب منه المغفرة من كلِّ قلبنا من خلال فعل الندامة ونعده قائلين: "سنعترف فيما بعد ولكننا نطلب منك أن تغفر لنا الآن"، وسنعود فورًا إلى نعمة الله.