موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
روح وحياة
نشر الثلاثاء، ١١ فبراير / شباط ٢٠٢٥
إدراج الأم تريزا في التقويم الليتورجي العام
تمّ تحديد الاحتفال بذكراها اختياريًا في 5 أيلول من كلّ عام

فاتيكان نيوز :

 

 

مرّت 6 سنوات على إعلان قداستها، و22 عامًا على إعلان تطويبها، ورغم ذلك لا يزال الجميع ينادونها "الأم تريزا"، لأن –كما قال البابا فرنسيس خلال مراسم إعلان قداستها في 4 أيلول 2016– قداستها قريبة جداً منا، وحنونة وخصبة لدرجة أننا سنواصل بشكل عفوي مناداتها بـ"الأم".

 

وبسبب التأثير القوي الذي لا تزال روحانية تلك التي وصفت نفسها بأنها "قلم صغير" بين يدي الله تمارسه على ملايين المؤمنين حول العالم، واستجابة لرغبات الأساقفة والكهنة والرهبان والمؤمنين، قرّر البابا فرنسيس إدراج اسم القديسة تريزا دي كالكوتا في التقويم الروماني العام. هذا ما أكّده مرسوم نشرته دائرة العبادة الإلهيّة وتنظيم الأسرار في 11 شباط، ينصّ على أن يتم الاحتفال بالذكرى الاختيارية للقديسة في 5 أيلول، اليوم الذي وافتها فيه المنية عام 1977.

 

ويتابع المرسوم بعد إدراجها في جوق القديسين عام 2016، لا يزال اسم الأم تريزا "يسطع كمصدر رجاء للعديد من الأشخاص الذين يبحثون عن العزاء لآلام الجسد والروح. "من أراد أن يكون كبيرًا فيكم، فليكن لكم خادمًا". من خلال عيشها الجذري وإعلانها الجريء للإنجيل، تشهد القديسة تريزا دي كالكوتا على كرامة وامتياز الخدمة المتواضعة. وإذ اختارت ألا تكون الأصغر وحسب، بل خادمة للصغار، أصبحت نموذجًا للرحمة وأيقونة حقيقية للسامري الصالح. لقد كانت الرحمة بالنسبة لها في الواقع، "الملح" الذي يُضفي نكهة على كل أعمالها، و"النور" الذي يضيء ظلمات الذين لم يعد لديهم حتى دموع لكي يبكوا على فقرهم ومعاناتهم.

 

ويضيف المرسوم لقد اخترقت صرخة يسوع على الصليب: "أنا عطشان" أعماق روح تريزا. ومن ثم كرّست حياتها كلها لإرواء عطش يسوع المسيح للحب والنفوس، بخدمته بين أفقر الفقراء. وإذ كانت ممتلئة بمحبة الله، كانت تشع هذه المحبة على الآخرين بالقدر عينه. لذلك، قرر البابا فرنسيس، مستجيباً لطلبات ورغبات الرعاة والرهبان والراهبات وجمعيات المؤمنين، وبالنظر إلى التأثير الذي تمارسه روحانيّة القديسة تريزا دي كالكوتا في مختلف مناطق العالم، إدراج اسم القديسة تريزا دي كالكوتا، البتول، في التقويم الروماني العام، على أن يُحتفل بذكراها الاختيارية في ٥ أيلول سبتمبر. وبالتالي ينبغي إدراج هذه الذكرى الجديدة في جميع التقاويم والكتب الليتورجية الخاصة بالاحتفال بالقداس وليتورجيا الساعات، مع اعتماد النصوص الليتورجية المرفقة بهذا المرسوم، والتي يجب ترجمتها والموافقة عليها ومن ثم نشرها، تحت إشراف المجالس الأسقفية.

القديسة في سطور

 

وُلدت الأم تريزا في 26 آب عام 1910 في سكوبيه، الواقعة في يوغوسلافيا السابقة. بدأت الأم تريزا رسالتها في كالكوتا عام 1929، ولكن بعد أن تركت راهبات لوريتو. في عام 1950، أسست رهبنة "مرسلات المحبة"، التي تضم اليوم أكثر من ستة آلاف راهبة ناشطات في 130 دولة، بدءًا من أكثر الدول فقرًا وتخلفًا. في عام 1979، حصلت الأم تريزا على جائزة نوبل للسلام، وطلبت أن يُخصص ريع الجائزة للفقراء في الهند. توفيت عام 1997 في مدينتها كالكوتا.

 

قام القديس يوحنا بولس الثاني، الذي ربطته بها صداقة أخوية، في 19 تشرين الأول 2003 بإدراجها ضمن صفوف الطوباويين. بينما، أعلنها قديسة البابا فرنسيس، الذي لم يُخفِ يومًا إعجابه وتعبّده لها، خلال احتفال كبير في ساحة القديس بطرس بحضور راهبات وكهنة ومؤمنين من القارات الخمس في 4 أيلول 2016.

 

لم يكن ذلك العام عشوائيًّا، بل كان في ذروة يوبيل الرحمة. وقد كانت الأم تريزا، كما قال البابا في عظته، "موزعة كريمة" لهذه الرحمة طوال حياتها، إذ جعلت نفسها "في جهوزية كاملة لاستقبال والدفاع عن الحياة البشرية، سواء تلك التي لم تولد بعد أو تلك المهملة والمهمّشة"، وانحنت على الأشخاص المنهكين والذين تُركوا ليموتوا على أطراف الطرقات، معترفةً بالكرامة التي وهبها الله لهم. كما رفعت صوتها أمام عظماء الأرض لكي يعترفوا بذنوبهم تجاه الجرائم الناتجة عن الفقر الذي خلقوه بأيديهم.