موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر
انتقدت الكنيسة الأرثوذكسية الروسية البابا فرنسيس، الأربعاء، لاستخدامه "لهجة خاطئة"، كما وصفتها، بعد أن حثّ بطريرك موسكو وعموم روسيا البطريرك كيريل على ألا يصبح "خادم مذبح" الكرملين، محذرة الفاتيكان من أن مثل هذه التصريحات ستضرّ بالحوار بين الكنائس.
وكان البابا فرنسيس لصحيفة كورييري ديلا سيرا الإيطالية إن كيريل، الذي دعم حرب أوكرانيا، "لا يمكن أن يصبح خادم مذبح الرئيس فلاديمير بوتين". وقالت الكنيسة الأرثوذكسية الروسية إنه من المؤسف أن يتحدث البابا فرنسيس بهذه اللهجة بعد شهر ونصف من حواره المباشر مع البطريرك كيريل.
وأضافت الكنيسة الأرثوذكسية الروسية في مذكرة "اختار البابا فرنسيس نبرة غير صحيحة لنقل محتوى هذه المحادثة"، رغم أن الكنيسة لم تذكر صراحة تعليق "خادم المذبح". وأضافت في بيانها "من غير المحتمل أن تساهم مثل هذه التصريحات في إقامة حوار بناء بين الكنيسة الكاثوليكية والكنيسة الأرثوذكسية الروسية، وهو أمر ضروري للغاية في الوقت الحاضر".
هذا ويرى البطريرك كيريل (75 عامًا)، وهو حليف وثيق للرئيس فلاديمير بوتين، أن العمليّة العسكريّة، كما تصفها موسكو، ما هي إلا حصن في مواجهة الغرب الذي يعتبره منحطًا، لأسباب على رأسها قبول المثلية الجنسية. وتأتي هذه التصريحات في وقت طلب فيه البابا فرنسيس (85 عامًا) عقد اجتماع في موسكو مع الرئيس بوتين بشأن أوكرانيا، لكن الكرملين قال الأربعاء إنه لا يوجد اتفاق بشأن ذلك.
وعاد أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين ليعبر عن رغبة البابا فرنسيس في الالتقاء شخصيًا مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بهدف التوصل إلى تسوية سلمية للحرب الدائرة رحاها في أوكرانيا، وهي النية التي تحدث عنها البابا في مقابلة مع صحيفة كوريريه ديلا سيرا الإيطالية.
وفي وقت يبذل فيه الكرسي الرسولي كل جهد ممكن من أجل وقف القتال، ويتنظر فقط مؤشر انفتاح من الجانب الروسي، قال المسؤول الفاتيكاني إنه يعتقد أنه لا توجد خطوات إضافيّة يمكن اتخاذها، مذكرًا بأن البابا فرنسيس عبر بشكل واضح وصريح عن استعداده للقاء شخصيًا مع الرئيس بوتين في موسكو، موضحًا أن الكرة باتت الآن في ملعب الروس ولا بدّ من الانتظار لنرى ماذا يريدون أن يفعلوا.
من جهته، أشار موقع فاتيكان نيوز إلى أن كلمات البابا مع الصحيفة الإيطاليّة تشكل بابًا مشرعًا على الحوار البناء، القادر على إسكات الأسلحة التي تزرع الموت والدمار وسط الأوكرانيين منذ أكثر من شهرين. وفيما يتعلق بتصريحات البابا هذه، لم يتأخر رد بطريركية موسكو التي أصدرت مذكرة انتقدت فيها مواقف الحبر الأعظم، ورأت أنه يستخدم "لهجة خاطئة"، عندما تحدث البابا فرنسيس عن اتصال الفيديو الذي أجراه مع بطريرك موسكو وسائر روسيا كيريل في السادس عشر من آذار الماضي.
لكن على الرغم من هذه المواقف، تبقى هناك الرغبة في بذل كل جهد ممكن من أجل إعادة بناء التوازنات الدولية التي تهددها الحرب. وكان فرنسيس قد رفع صوته منذ أيام قليلة، قائلا إن العالم يحتاج إلى السلام، على أمل أن تطغى قوة الأخوة في نهاية المطاف.