موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
روح وحياة
نشر الأحد، ٦ يونيو / حزيران ٢٠٢١
6 حزيران: القديس نوربرتس، الأسقف

إعداد الأب وليم عبدالمسيح سعيد الفرنسيسكاني :

 

ولد القديس نوربرتس نحو عام 1080 في مقاطعة رينانيا في المانيا. من أبوين غنيين. ولما كانت أمه حبلى به سمعت صوتًا يقول لها: تشجعي فان الولد الذي انت حاملته سيصير أسقفًا. ولما نشأ نوربرتس انصب على دراسة العلوم، وعاش حياة مجون إلى أن إرتدّ وتاب بعد أن تعرض لصاعقة كادت تودي بحياته، فكانت له فرصة للاهتداء.

 

اعتنق الحياة الرهبانية ورسم كاهنًا عام 1115 وتميز بزهده الشديد. اختار الحياة الرسولية وقام بمهمة الوعظ، لاسيما في فرنسا والمانيا، وشرع يكرز على الناس ويحرضهم على اكتساب الفضائل. وبعد ثلاث سنين انطلق الى روما وطلب الى البابا أن يأذن له بأن يكرز بالإنجيل هو ومن يرافقه حيثما أرادوا. فأذن له بذلك. واتفق مع نوربرتس ثلاثة رجال أتقياء فكانوا يذهبون من مدينة إلى مدينة واعظين الأمم بكلام الله ومرجعين الخطأة الى حياة التوبة.

 

وكان لنوربرتس قدرة خاصة على إلقاء الصلح والسلام ما بين المتخاصمين. وعلى محو العداوة واجتلاب الصداقات وعلى تلبين القلوب القاسية. وكان كل من يعصوه يعاقبه الله في الحال. فذات يوم سعى في مصالحة اثنين من الأشراف كانا يختصمان فلما كلم أحدهما اجتذبه إلى الصلح أما الآخر فاستمر عنيدًا لم يشأ الصلح، فالتفت نوربرتس إلى رفيقه قائلاً: ان هذا الرجل العاصي سيقع في أيدي أعدائه ويؤذونه لأنه لا يشاء الصلح. واتضح صدق كلامه بعد ذلك.

 

وكان الله يزيد رفاق نوربرتس والهمه أن ينشي رهبنة جديدة. فاختار مكانًا منفردًا وعرًا يدعى بريمونتريه، وعمر فيه ديره الأول وصارت فيه مبادئ رهبانيته وسميت رهبنة بريمونتريه نسبة إلى ذلك المكان. رهبنة جديدة تجمع بين الحياة الديرية والرسولية بقانون القديس اوغسطينس ضم إليها أيضًا عددًا كبيرًا من المؤمنين العلمانيين رجالاً ونساء وزينه الله بعمل المعجزات والآيات لاسيما اخراج الشياطين. من ذلك أنه قدم إليه صبية قد اعتراها روج نجس رديء على الغاية فطرده من جسدها. وذات يوم كان نوربرتس يخرج شيطانًا من جسد مجنون قدام الشعب، فشرع هذا الروح الخبيث يكشف خطايا الحاضرين فردًا فردًا إلا التي قد اعترفوا بها فما قدر أن يكشفها. فلما رأى الناس ان قد انفضحت اسرارهم فروا هاربين ولم يبق سوي نوربرتس. وحينئذ صلى وطرد الشيطان من جسد ذلك المجنون.

 

انطلق نوربرتس إلى روما ونال من البابا الاعتراف برهبنته، ثم اختير أسقفًا على ماغدبورغ" في المانيا عام 1126. عمل على إصلاح الحياة المسيحية وعلى نشر الإيمان بين الشعوب المجاورة. وبعدما رعى قطيعه مدة ثمان سنين وقع مريضًا مدة أربعة أشهر. وفى اليوم السادس من شهر حزيران سنة 1134 رقد في الرب. دفن جسده باحتفال عظيم في دير من أديره رهبنته بحسبما كان قد أوصى. وبعد موته ظهر لبعض من رهبانه وأخبرهم بمجده في السماء. وأعلن قديسًا عام 1582 على يد البابا غريغوريوس الثالث عشر. فلتكن صلاته معنا.