ختم القديس يوحنا المعمدان دعوته النبوية بشهادة الدم. فبعد أن قام بإعداد الطريق للمسيح بكلمة الحق ودعوة الناس إلى التوبة بمنهج قوي حازم، عانى السجن والموت الظالم، فكان صورة واستباقًا لآلام المسيح وموته الفدائي. لم يخف يوحنا من أن يتحدى الحاكم هيرودس أنتيباس، إذ وبخه لتعديه على شريعة الله بزواجه من أمراة أخيه.

عقد هيرودس وليمة كبيرة، وحضرت ابنة أخيه فرقصت فى الوسط، فأعجبت الملك، فوعدها أن يعطيها كل ما تسأله، ولو نصف المملكة، فخرجت إلى أمها التي قالت لها أطلبي رأس يوحنا ولم يردها الملك، وأرسل لوقته، وقطع رأس يوحنا، وأعطاه للصبية فأعطته لأمها، وكان هذا في قلعة مكاور الأردنية، الواقعة إلى جنوب الغربي من مدينة مادبا عام 29.

باستشهاد يوحنا المعمدان يتحقق فيه ما قاله عن نفسه مقارنة بالمسيح: "لا بدّ له من أن يكبر ولا بدّ لي من أن أصغر". احتفلت كنيسة القدس بهذا العيد في التاسع والعشرين من شهر آب منذ القرن الخامس يوافق ذكرى تدشين كنيسة في سبسطية، شيدت على اسم يوحنا المعمدان. وفي القرنين السادس والسابع انتشر هذا العيد في أنحاء المعمورة شرقًا وغربًا.

صلاة: اللهم يا من أرسلت القديس يوحنا المعمدان سابقًا للسيد يسوع المسيح في مولده ومماته، امنحنا أن نجاهد بشجاعة في سبيل إنجيلك المقدس، على مثال القديس المعمدان الذي قضى شهيدًا للحق والبر آمين. فليكن صلاته معنا.