موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
روح وحياة
نشر الأربعاء، ٢٢ سبتمبر / أيلول ٢٠٢١
22 أيلول: القديس موريس ورفقاؤه الشهداء

إعداد الأب وليم عبدالمسيح سعيد الفرنسيسكاني :

 

ولد القديس موريس فى عام 250م  بمدينة طيبة بجنوب مصر، وصار جنديًا بالجيش الروماني، وترقى حتى صار قائد كتيبة.

 

عندما قامت إحدى مناطق بلاد الغال (فرنسا) بثورة، تقدم إليهم ماكسيميان هركليوس واعد جيشًا لإخماد ثورتهم. وكانت إحدى وحدات هذا الجيش المسماة "كتيبة طيبــة" مكونة من أفراد أتوا من مدينة طيبة بصعيد مصر، وكانوا كلهم من المسيحيين.

 

حتى وصل الجيش إلى أوكتودورم على نهر رون قرب بحيرة جنيف بسويسرا، أصدر ماكسيميان أمراً إلى كل الجيش بالاشتراك فى تقديم ذبائح شكر للآلهة لنجاح مهمتهم. وعند ذلك انسحبت كتيبة طيبـة وعسكرت بقرب المنطقة التي تسمى الآن سان موريتز رافضة الاشتراك في هذا الإحتفال. أمرهم ماكسيميان عدة مرات بطاعته ولكن أمام ثباتهم ووحدة رايهم في الرفض أمر بقتل كل عاشر فرد من الكتيبة، محاولاً بذلك إرهابهم وإجبارهم على طاعته. فشلت المحاولة مع أول مجموعة فأمر بقتل كل عاشر فرد من الباقين. ولكنهم أجابوا بأنهم مستعدين لتحمل أي عقاب عن أن يعملوا ما يتنافى مع دينهم، وكان يقودهم ويشجعهم في هذا القديس موريس قائد الكتيبة.

 

حاول ماكسيميان مرة اخرى إرهابهم قائلاً أنهم إذا استمروا في عنادهم فلن يبقى فرد واحد حيًا من الكتيبة فكان ردهم "نحن جنودك ولكننا عبيد الإله الحقيقي". نحن ندين لك بالطاعة والولاء العسكري ولكننا لا نستطيع أن نرفض خالقنا وسيدنا بل وخالقك انت ايضا مع انك ترفضه. نحن مستعدون لطاعتك في كل ما لا يتعارض مع أوامره، فنحن نقاوم كل اعداءك أيًا كانوا، ولكننا لن نغمس ايدينا في دماء ابرياء. لقد اقسمنا بطاعتنا لله قبل قسمنا بطاعتك وإذا نكرنا بقسمنا الأول لله فإنك لن تثق بقسمنا الثاني لك. أنت تأمرنا بمعاقبة المسيحيين بينما نحن كذلك ونعترف بالله الآب خالق كل الأشياء وابنه يسوع المسيح. لقد شاهدنا زملاءنا يقتلون ونحن نفرح من أجلهم، لا تظن أن هذا أو أي إضطهاد آخر سوف يؤثر في قرارنا. إننا نحمل اسلحة بين أيدينا ولكن ليس في نيتنا المقاومة لأننا نفضل أن نموت ابرياء من ان نحيا بالخطيئة.

 

كانت هذه الكتيبة تتكون من ستة آلاف وستمائة رجل، وإذ رأى ماكسيميان ثباتهم وفشله في التأثير عليهم أمر بقية الجيش بحصارهم وتقطيعهم إربًا. لم يظهروا أية مقاومة حينما سيقوا للذبح مثل الخراف، حتى تغطت الأرض بجثثهم وسالت دماءهم مثل النهر على الجانبين. سمح ماكسيميان لجنوده بالاستيلاء على ممتلكات الشهداء، وفيما هم يقتسمونها رفض أحدهم ويدعى فيكتور الاشتراك معهم وحين سالوه إن كان مسيحيًا رد نعم أنا مسيحي فوقعوا به وقتلوه. وكانت مذبحة كتيبـة طيبـة حوالى سنة 287، وقد بنيت كنيسة كبيرة فوق موضع دفنهم. حدثت معجزات كثيرة بشفاعتهم. وقد سعى كثيرون حتى من خارج حدود سويسرا للحصول على اجزاء من رفاتهم، وصار القديس موريس شفيعًا للجنود.