موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
روح وحياة
نشر الأحد، ١٢ سبتمبر / أيلول ٢٠٢١
لنرفع عيوننا وقلوبنا إلى العلى!

أشخين ديمرجيان :

 

عندما يتطلّب عملنا القراءة أو الكتابة المستمرّة وتركيز العيون (التحديق) أمام شاشة الهواتف الذكية أو الكمبيوتر، سوف نعاني من تعب العيون. العيون المُتعبة بحاجة إلى الراحة كي نحافظ على صحّتها. كثير من الناس يمضون حتّى أوقات فراغهم أمام تلك الشاشات في أثناء تناول وجبات الطعام أو عند الاستلقاء في السرير. وهذا الجلوس المتواصل أمام الشاشات يوميًا سيؤدّي لا محالة إلى مشاكل تُصيب العيون و"أمراض رقمية" كما يسمّيها الخبراء.

 

وينصح الاطباء بتخفيف معاناة العين، وذلك بتخفيض عدد الساعات التي نمضيها أمام الشاشات. وبعمل استراحات قصيرة متكررة كلّ ثلث ساعة، بحيث نُبعد نظرنا عن الشاشة وننظر عبر النافذة إلى أبعد نقطة ممكنة، باتجاه الأفق البعيد، وهذا يعكس تمامًا القدرة الحقيقية لعيوننا. كما يتطلّب منّا النهوض من على الكرسي والتوجّه نحو النافذة. وهذه الحركة مفيدة لعضلات الرقبة والظهر إلخ.

 

 

ماذا عن عيون الروح؟

 

ما هو حقيقي في العالم الخارجي المادي للعيون ينطبق على عيون الروح، عندما تكون عيون الروح مُتعَبة من التركيز على مشاكلنا وصعوباتنا الشخصية، ينصح الكتاب المقدّس بتصويب النظر إلى العلى -النظرة البعيدة بعيوننا وقلوبنا– أبعد نقطة ممكنة باتجاه السماء مع الدعاء والصلاة كي تخفّ المعاناة وتتجدّد قوّانا بالنفس والجسد. "أرفع عينيّ إلى الجبال سائلاً، من أين سيأتي سيغدو العون إليّ مُقبلاً؟ (يأتيني) العون من المولى" (مزمور 121: 1 و2).

 

 

يا ربّ ألا تهتمّ بي؟

 

من منّا لم يسأل في الضيقات والصعوبات –  "يا ربّ ألا تهتمّ بي؟" كما يقول مرنّم المزمور في هذا الصدد: "ما وجدتُ لي ملجأ، وما من أحد يسأل عنّي" (142: 5).

 

كم من المؤمنين بعد غرقهم في مشاكلهم صرخوا بقلق: "يا رب ألا تكترث؟".

 

تتمّ الإجابة على هذا السؤال إلى الأبد في كلمات القدّيس بطرس المطمئنة: "ألقوا على الربّ جميع همّكم فإنّه يُعنى بكم" (1 بطرس 5: 7). نعم هذه هي كلمة الله. حتّى لو زال العالم فكلامه لن يزول. يمكننا أن نكون واثقين تمامًا من أنّ الله يهتمّ بنا دائماً أبدًا.

 

 

خاتمة

 

"ليس الله إله البلبلة بل إله السلام" (1 قور 14: 33) لذلك يمكننا دائمًا أن نلجأ إليه تعالى في الصعوبات كي نرتاح وننهض من جديد. نعم، يمكن أن تكون الحياة مظلمة في بعض الأحيان، وعندما يكون الأمر كذلك لنتذكّر أنّ: الله يعلم بما نواجهه، وهو "يهتمّ بنا".