موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
روح وحياة
نشر الأحد، ٢٥ يوليو / تموز ٢٠٢١
رفع الأدعية والصلوات

بقلم أشخين ديمرجيان :

 

كان الرسل يطلبون أدعية الناس أي صلواتهم وشفاعتهم  كما جاء في الرسالة الأولى الى تيموتاوس "أسأل قبل كلّ شيء أن يُقام الدعاء والصلاة والابتهال والشكر من أجل جميع الناس... وهذا أمرٌ حسن ومَرضيّ عند الله مخلّصنا، فإنّه يريد أن يخلص جميع الناس ويبلغوا إلى معرفة الحقّ، لأنّ الله واحد، والوسيط بين الله والناس واحد، أي المسيح يسوع الذي جاد بنفسه فِدًى لجميع الناس" (1 تيموتاوس الفصل 2: 1 وتابع).

 

ويحثّ القديس بولس جماعة المؤمنين على إقامة الدعاء والصلاة بقوله : "واظبوا على الدُّعاء لجَميع القدّيسين ولي أيضًا ليوهَب لي أن أتكلّم..." (أفسس 6: 18 وتابع). "صلّوا من أجلنا، فإنّنا واثقون أنّ ضميرنا صالح، وأنّنا نرغب في أن نُحسن السير في كلّ أمر. أسألكم ذلك بإلحاح لأُرَدّ إليكم في أسرع وقت" (عبرانيين 13: 18).

 

 

هل يلبّي الله شفاعة القدّيسين

 

استجاب الربّ لشفاعة القدّيس بولس وشفى المرضى: "كان والد بوبليوس يلزم الفراش مُصابًا بالحمى ... فدخل إليه بولس وصلّى واضعًا يديه عليه فعافاه. وما إن  حدث ذلك حتى أخذ  سائر المرضى في الجزيرة يأتونه فينالون الشفاء" (أعمال الرسل 28: 8-9).

 

في سفر أعمال الرسل تصلّي الكنيسة لأجل نجاة بطرس من السجن (12: 5 و12). وتصلّي من أجل  بولس وبرنابا (13: 3) ومن أجل بولس وسيلا (15: 4). ويصلّي بولس وبرنابا من أجل الكنائس في أسيا الصغرى (14: 23). ويصلّي بولس من أجل شيوخ الكنيسة (أي الكهنة) في أفسس  (20: 32–36). ويطلب الرسول يعقوب أن يصلّي شيوخ الكنيسة من أجل الأخ المريض (يعقوب 5: 14-18). "وصلاة الإيمان تُخلّص المريض والرب يُعافيه. وإذا كان قد ارتكب بعض الخطايا غُفِرَت له" (يعقوب 5: 15).

 

ولبّى الله شفاعة القدّيس بطرس وأقام  بقوّته تعالى الفتاة الميتة "طابيثَة". مرضَت طابيثة وماتت... أتى بطرس مسرعًا إلى يافا... أخرج بطرس الناس كلَّهم، وجثا وصلّى، ثمّ التفت الى الجثمان وقال: «طابيثة، قومي! « ففتحت عينيها، فأبصرت بطرس، فجلست. فمدّ يده إليها وأنهضها ، ثمّ دعا الإخوة فأراهم إيّاها حـيّة. فانتشر الخبر في يافا كلّها، فآمن بالرَّبّ خَلقٌ كثير" (أعمال الرسل 9 : 37-42).

 

عن طريق العهد الجديد من الكتاب المقدّس نعلم أن السيّد المسيح هو الوسيط الوحيد بين الله والناس (1 تيموثاوس 1:2) وأنّه الشفيع الوحيد في غفران الخطايا (1 يوحنّا 1:2). بينما الشفاعة تعني التوسّل بالدّعاء لأجل الآخرين، وشفاعة القدّيسين وصلواتهم من أجلنا. طلب شفاعة السيّدة العذراء أو الأولياء الصالحين الآخرين أو الملائكة لا يعني أنّنا نقدّم لهم العبادة - حاشى وكلاّ.. العبادة لا تقدَّم إلا لله سبحانه تعالى. ترفع الكنيسة أدعيتها إلى الله وحده، وتطلب من القدّيسين لقربهم من الله أن يشتركوا معنا في الدعاء إلى الله وأن يدعوا لله من أجلنا.

 

نقرأ في الكتاب المقدّس كيف استجاب الربّ  لشفاعة مريم العذراء في عرس قانا الجليل (يوحنّا 2: 1 –11). وكانت تلك أوّل شفاعة لها. وقام السيّد المسيح بالمعجزة الأولى حينئذٍ تلبية لرغبة السيّدة مريم العذراء. يلحظ المرء هنا أنّ السيّد المسيح تجاوز قوانين الطبيعة إرضاءً لمشيئة والدته الطهور وهي الملكة والأمّ. واهتمّت العذراء مريم بأحوال أبنائها الروحانيين وخصوصًا العروسَين وجميع الأسرة التي كانت في وضع مُحرج.

 

 

خاتمة

 

رفع الأدعية والصلوات لدى العرش الإلهي من أجل القريب أقوى وسيلة نمتلكها لتغيير العالم من حولنا نحو الأفضل والأكمل.  أخيرًا وليس آخر الكلّ شأنًا الشفاعة من أجل القريب دليل على ما نحمله له في قلوبنا من مودّة ومحبّة. "والمحبّة هي الوصيّة الأولى وقمّة الفضائل".