موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأربعاء، ١٦ أغسطس / آب ٢٠٢٣
الكاردينال بارولين يترأس في جنوب السودان قداسًا لمناسبة عيد انتقال السيدة العذراء

فاتيكان نيوز :

 

بدأ أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان الكاردينال بييترو بارولين الاثنين 14 آب زيارة إلى جنوب السودان.

 

وترأس نيافته، الثلاثاء، قداسًا إلهيًا في كاتدرائية ملاكال لمناسبة بعيد انتقال مريم العذراء إلى السماء حيث استهلّ عظته ناقلاً تحية البابا فرنسيس المفعمة بالمحبّة الأخويّة، مؤكدًا أنّ قداسته يحمل في قلبه هذا البلد وشعبه ومصاعبه وجراحه، وأيضًا آماله وتطلعاته.

 

وأشار إلى أنّ الحبر الأعظم طلب منه أن يوكد قربه الروحي وصلاته وأن يحمل بركته، كما ويسأل الصلاة من أجله ومن أجل خدمته كخليفة للقديس بطرس، مؤكدًا شركة وتضامن الكنيسة الجامعة. ولفت إلى أنّه ليس هناك بمفرده لا مُعمَّد ولا جماعة مسيحية أينما كانوا، لأننا جميعًا جزء من عائلة واحدة وجسد واحد أي الكنيسة، وحين يعاني أحد الأعضاء فهو يلقى الاهتمام والعناية والمحبة.

 

 

مريم علامة العزاء والرجاء

 

ثم انطلق في عظته من قراءة اليوم من رؤيا القديس يوحنا: "ثُمَّ ظَهَرَت آيَةٌ عَظيمَةٌ في السَّماء: اِمرَأَةٌ مُلتَحِفَةٌ بِالشَّمْس والقَمَرُ تَحتَ قَدَمَيها، وعلى رَأسِها إِكْليلٌ مِنِ اثَني عَشَرَ كَوكبًا"، فقال إنّ الكنيسة ترى في هذه المرأة التي يصفها القديس يوحنا مريم العذراء أم الله وأمنا، التي وعقب حياتها الأرضية لم تعرف فساد القبر بل انتقلت إلى السماء بالجسد والنفس، وهذه حقيقة إيمانيّة أعلنها البابا بيوس الثاني عشر سنة 1950.

 

أضاف: ننظر اليوم إلى مريم الملكة التي تجلس عن يمين ابنها، فهي علامة العزاء والرجاء. ونحن في حاجة كبيرة إلى العزاء والرجاء حيث الشر موجود وفاعل في عالمنا، وأشار هنا إلى الحرب الدائرة في أوكرانيا وإلى النزاع في السودان وغيره من الدول الأفريقية، كما وتحدث عن الحرب الأهلية التي عاشها سكان جنوب السودان وعن الجراح التي يكافحون من أجل مداواتها. وإلى جانب الحروب والنزاعات فلنفكر في كل الأشكال الأخرى التي يظهر فيها الشر.

 

 

مريم علامة انتصار على الشر والموت

 

وتساءل: كم من الوقت علينا أن نعاني من هذه الشرور ومتى سيعود السلام والسكينة إلى جماعاتنا؟

 

وتوقف نيافته عند ما يُرفع إلى السماء من صرخات الأمهات، ومعاناة الآلاف من النازحين بسبب نزاعات قديمة وحديثة. وقال: يبدو أن للشر الكلمة الأخيرة وأنه ينتصر دائمًا، ولكن هذا غير صحيح! فانتقال مريم العذراء يثبت لنا أن العنف لا ينتصر، وأن سلطة مَن يزدري الآخرين ويسلبهم كرامتهم ويهيمن على حياتهم ستنتهي نهاية سيئة، وأن افتخار هؤلاء ليس سوى تراب ولن تنقذهم لا عنجهيتهم ولا أسلحتهم ولا أموالهم. وهذا ما تؤكده مريم في نشيدها: "كشَفَ عَن شِدَّةِ ساعِدِه فشَتَّتَ الـمُتَكَبِّرينَ في قُلوبِهم. حَطَّ الأَقوِياءَ عنِ العُروش ورفَعَ الوُضَعاء. أشَبعَ الجِياعَ مِنَ الخَيرات والأَغنِياءُ صرَفَهم فارِغين".

 

تابع الكاردينال بارولين: وحتى آخر أعداء البشرية، الموت، والذي هو نتيجة الشر والخطيئة سيُهزم في النهاية، بل لقد هُزم بالفعل بموت وقيامة يسوع حسب ما جاء في قراءة اليوم من رسالة القديس بولس الأولى إلى أهل قورنتوس: "إنَّ المسيحَ قد قامَ مِن بَينِ الأَموات... وكما يَموتُ جَميعُ النَّاسِ في آدم فكذلك سَيُحيَونَ جَميعًا في المسيح". وأشار إلى مريم أن العذراء قد شاركت بالفعل في انتصار ابنها يسوع على الموت وامتلأت بمجد القيامة، وفيها كشف الله قوته مثلما أعلن صوت جهير من السماء حسبما ذكر القديس يوحنا في الرؤيا "الآنَ حَصَلَ خَلاصُ إِلهِنا وقُدرَتُه ومُلكُه وسُلْطانُ مَسيحِه".