موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الثلاثاء، ١٦ مايو / أيار ٢٠٢٣
الكنيسة في جنوب السودان ملتزمة في مساعدة النازحين السودانيين

فاتيكان نيوز :

 

إزاء استمرار المواجهات المسلحة في السودان بين الجيش الحكومي وقوات التدخل السريع، وفي وقت لا تلوح فيه في الأفق مؤشرات تنبئ بحلول السلام قريبًا، قرّرت الكنيسة الكاثوليكية في جنوب السودان أن تقدّم الدعم لعشرات آلاف المواطنين السودانيين الذين نزحوا عن بلادهم هربًا من الحرب.

 

للمناسبة وجه رئيس أساقفة جوبا في جنوب السودان المطران ستيفين أموي مارتن رسالة إلى مختلف الجماعات الدينية والرهبانيات، بما في ذلك الآباء البيض وراهبات القلب الأقدس، حثّ فيها الجميع على فتح الأبواب أمام الأخوة والأخوات السودانيين الباحثين عن ملجأ آمن في جنوب السودان. ويتواجد القسم الأكبر من هؤلاء في ولاية النيل الأعلى، وهم يواجهون أصلاً أوضاعا إنسانية صعبة بسبب العدد الكبير للمهجرين في المنطقة نتيجة الحرب في جنوب السودان.

 

وأوضحت وكالة الأنباء فيديس أن رئيس الأساقفة مارتن عقد لقاء الأسبوع الماضي ضم عدداً من القادة الدينيين في جوبا، واشتكى بعض هؤلاء من كيفية تعامل السلطات المحلية مع الأزمة الإنسانية في الولاية الشمالية، معتبرين أنها لا تلبي الاحتياجات بالسرعة المطلوبة. وبحسب حكومة جوبا، التي أكدت أنها أرسلت عشرات الآليات لنقل مواطنيها العالقين في الخرطوم، فقد وصل أكثر من خمسين ألف شخص إلى جنوب السودان هرباً من الصراع الدائر في السودان المجاور منذ أكثر من شهر. وقد استقبلت مصر سبعين ألف نازح، فيما فتحت تشاد حدودها أمام ثلاثين ألفاً آخرين. وقد توجه الآلاف إلى أثيوبيا، فيما تشير مصادر المنظمة الدولية للهجرات إلى أن عدد المهجرين داخلياً في السودان يُقدر بسبعمائة ألف شخص.

 

وقد اندلع النزاع المسلح بين القوات الحكومية النظامية الموالية للجنرال عبد الفتاح البرهان، الذي هو رئيس البلاد الفعلي، وقوات التدخل السريع، التابعة لنائبه الجنرال محمد حمدان داغالو. تفجرت الاشتباكات في الخامس عشر من الشهر الفائت بعد أشهر من التوترات بين الحليفين السابقين، اللذين شاركا في الانقلاب العسكري ضد الحكومة الانتقالية في تشرين الأول أكتوبر ٢٠٢١. وقد استمر القتال على الرغم من وقف إطلاق نار مرات عدة. وخلال جولة من المحادثات عُقدت في جدة، بوساطة سعودية وأمريكية، وقع الطرفان المتنازعان على اتفاقية في الحادي عشر من الجاري، تنص على حماية المدنيين والسماح بوصول المساعدات الإنسانية، لكنهما لم يتفقا على وقف لإطلاق النار. وقد أسفرت الصدامات المسلحة عن مقتل أكثر من سبعمائة وخمسين شخصا لغاية اليوم، وجرح أكثر من خمسة آلاف وخمسمائة آخرين، ناهيك عن الدمار الذي تعرضت له الممتلكات والبنى التحتية.

 

وتشير وكالة فيديس إلى أن الصراع في السودان حمل انعكاسات أيضا على الجماعة المسيحية الصغيرة، حيث لم تسلم من القصف عدة كنائس ومنشآت كاثوليكية، بما في ذلك كاتدرائية الأبيض التي استهدفها صاروخ في العشرين من أبريل نيسان الماضي، كما أُجبر العديد من الكهنة والرهبان والراهبات الأجانب على ترك العاصمة السودانية. وآخر حادثة تعرض لها المسيحيون سُجلت يوم الأحد الفائت عندما أصيب مؤمنون بطلقات نارية أمام إحدى الكنائس في ضواحي الخرطوم. وتبادل الطرفان الاتهامات بشأن هذا الهجوم.

 

في غضون ذلك حث المسؤولون عن هيئات كاريتاس في منطقة أفريقيا الشرقية الوكالات الإنسانية الدولية على تكثيف نشاطها من أجل مساعدة المواطنين السودانيين الباحثين عن ملجأ لهم في البلدان المجاورة. وأُطلقت الدعوة الأسبوع الماضي خلال انعقاد أعمال الجمعية العامة لاتحاد كاريتاس الدولي في روما، ووُجهت أيضا إلى الوكالات التابعة لمنظمة الأمم المتحدة، والمنظمات غير الحكومية الناشطة في المنطقة، مع التشديد على أهمية الاهتمام باللاجئين وبالنازحين داخلياً على حد سواء. وأكد المسؤولون عن هيئات كاريتاس في أفريقيا الشرقية أن الدمار الذي تعرضت له المنشآت الصحية في السودان يجعل توفير العلاج للمرضى والمصابين مهمة صعبة جدا ومكلفة في الآن معا. وتوجهوا أيضا إلى الطرفين المتنازعين مطالبين إياهما بوقف القتال فوراً، والبحث عن وسائل سلمية لحل الخلافات.