موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر
استقبل قداسة البابا فرنسيس، صباح اليوم الخميس 4 أيار 2023، في القصر الرسولي بالفاتيكان، المشاركين في المؤتمر السادس بين دائرة الحوار بين الأديان والمعهد الملكي للدراسات الدينيّة، تحت عنوان: "المشتركات الخلّاقة بين المسيحيّة والإسلام".
وعبّر الحبر الأعظم عن شكره وتقديره لجلالة الملك عبدالله الثاني على اهتمامه بالجماعات المسيحيّة، ليس في الأردن فحسب، بل وفي الشرق الأوسط. كما أعرب عن شكره للمعهد الملكي للدراسات الدينيّة، تحت الرعاية المستنيرة للأمير الحسن بن طلال، على دوره في الحفاظ على التراث العربيّ المسيحيّ.
وفي خطابه أمام الحضور، ومن بينهم مؤسّس ورئيس المعهد الملكي الأمير الحسين بن طلال، أشار البابا فرنسيس إلى أنّ انعقاد المؤتمر للمرّة السادسة "يدلّ على المثابرة في مسيرة الحوار بين الأديان والثقافات، وهو أيضًا دليل على الصّداقة المخلصة التي تستمرّ على الرغم من تبدّل الأشخاص والمسؤوليّات".
وأشار إلى أنّ انعقاد المؤتمر يعكس كيف أنّ "كلّ واحدٍ منّا يشبه حلقة في سلسلة طويلة: سبقنا كثيرون على طريق اللقاء والصداقة الجميل والمتطلّب، وسيتبعنا آخرون كما نأمل ونصلّي، للتّأكيد على شعور الأخوّة الذي هو أساس العلاقات بين الشعوب".
وأعرب قداسته عن "تقديره وشكره لجلالة الملك عبدالله الثاني على اهتمامه بالجماعات المسيحيّة، ليس في بلده فحسب، بل وفي الشرق الأوسط أيضًا، لا سيّما في الأوقات التي اتسمت بالصراع والعنف". وقال: بأنّ جلالة الملك لم يتعب من أن يكرّر أنّ مسيحييّ تلك الأراضي المباركة هم سكان أصليون، لذلك فهم يعيشون حيث عاش أجدادهم من قرون طويلة".
وأشار إلى أنّ "من بين الأهداف الأساسيّة للمعهد الملكي للدراسات الدينيّة، تحت الرعاية المستنيرة لسمو الأمير الحسن بن طلال، الحفاظ على التراث العربيّ المسيحيّ وتقديره. لذلك، لا يسعني إلا أن أعبّر عن المزيد من شكري، لأنّ هذا الأمر، بالإضافة إلى أنّه يعود بالفائدة على المواطنين المسيحيّين في الأمس واليوم، يحمي ويعزّز هذا التّراث في جميع أنحاء الشّرق الأوسط، المتنوّع والغنيّ بالجماعات العرقيّة والأديان والثّقافات واللغات والتّقاليد. لهذا، يجب الحفاظ بكلّ اهتمام على كلّ قطعةٍ من هذه الفسيفساء الجميلة. ومن المحبَّذ أيضًا، حيثما أمكن، التّعاون الوثيق مع المؤسّسات المسيحيّة التي تعمل للهدف النبيل نفسه".
وقال: إنّ الحوار الذي تمارسونه وتعزّزونه، لكي يكون مثمرًا، يتطلّب أسلوبًا من الإخلاص والاحترام المتبادل، مع معرفة الأمور المتقاربة والأمور المختلفة. علينا أن نركّز أوّلًا على التّقارب، أي على ما يوحّدنا، على المستوى الدينيّ والروحيّ، وعلى المستوى السلوكيّ والأخلاقيّ.
أضاف: بهذا المعنى، تقترحون أن تبيّنوا القِيَم المشتركة الكثيرة، مثل السّجود لله الواحد، والصّلاة، والصّوم، والحجّ، والرّحمة، والمشاركة، ورعاية الأشخاص المحرومين والمتألّمين: اليتيم، والأرملة، والمريض، وكبير السّنّ، والمهاجر، واللاجئ. نؤمن أيضًا أنّ كلّ شيء لا ينتهي مع الموت، بل هناك حياة أخرى، وأبديّة، حيث سنقدّم حسابًا لله عن أعمالنا وسنحصل على الثّواب أو العقاب. لذلك فإنّ التزامنا المشترك هو من أجل حياة صالحة، تُمجّد الله وتُعطي الفرح للذين نلتقي بهم في حجّنا الأرضي".