موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر السبت، ٢٥ فبراير / شباط ٢٠٢٣
البابا فرنسيس مفتتحًا السنة القضائيّة: لا سلام حقيقي من دون عدالة

أبونا وفاتيكان نيوز :

 

لمناسبة افتتاح السنة القضائيّة الرابعة والتسعين لمحكمة دولة حاضرة الفاتيكان، استقبل البابا فرنسيس، صباح اليوم السبت 25 شباط 2023، وفدًا من العاملين في مجال القضاء، من القضاة وقضاة الصلح، إلى جانب حضور وزير العدل الإيطالي كارلو نورديو، ووكيل رئاسة مجلس الوزراء ألفريدو مانتوفانو، إلى جانب عدد من ممثلي أعلى الهيئات القضائيّة في الدولة الإيطاليّة.

 

في القسم الأوّل من خطابه، تحدّث البابا فرنسيس عن الصلة الوثيقة بين العدالة والسلام. وأشار على وجه التحديد إلى الصراع الأليم في أوكرانيا، والتي أتت بعد الجائحة، حيث "تمنينا انتعاشًا سريعًا تغذيه روح تضامن منتشرة، كما ورجونا وعملنا على إبعاد الأنانيّة والتطلع إلى الكسب، وذلك من أجل الانطلاق مجددًا معًا بحس مسؤولية وقدرة على التعاون"، إلا أنّ اندلاع الحرب وتطورها، أصبح "العالم في أزمة كبيرة تزيدها خطورةً بؤرات الحرب الكثيرة التي تواصل الاشتعال في دول عدّة".

 

 

لا سلام حقيقي من دون عدالة

 

وفي مواجهة هذه الأحداث، وفي عالم "مصاب بالإحباط بسبب العنف والحرب"، أشار إلى أنّ المسيحيين على وجه الخصوص مدعوون إلى أن يصنعوا مثل ما صنع يسوع: "السلام عليكم!". وقال: "نحن مدعوّون إلى أن نجعل هذا النداء نداءنا، وأن نعلن إلى العالم هذه البشرى نفسها، بشرى الرب يسوع غير المتوقعة والنبوية، بشرى السلام. نعم، المسيحيون الذين أرسلهم المسيح، هم مدعّوون، بحكم اسمهم وتعريفهم، إلى أن يكونوا ضمير سلام العالم".

 

وشدّد أنّ "أي التزام من أجل السلام يتطلب التزامًا من أجل العدالة، لأن سلامًا بدون عدالة ليس سلامًا حقيقيًا، وليس لديه أساس قوي ولا مستقبل ممكن". وأوضح بأنّ العدالة "ليست أمرًا مجرّدًا أو يوتوبيا، وليست فقط ثمرة مجموعة من قواعد يجب تطبيقها، بل هي فضيلة تجعلنا نعطي كل شخص ما يحق له، فضيلة يجب تنميتها من خلال ارتداد شخصي، وممارستها إلى جانب فضائل أخرى مثل الاحتراز والقوة والاعتدال".

 

كذلك، سلّط البابا فرنسيس الضوء على أن الكنيسة تؤدي مهمتها في المقام الأول حين تشهد بالكلمات والأفعال للرحمة التي نالتها هي ذاتها بمجانيّة. وقال: "أننا مدعوون من خلال الرحمة والقرب إلى النظر إلى الأخوة والأخوات، وخاصة مَن يواجهون مصاعب، حين يرتكبون الأخطاء أو يخضعون لإصدار الأحكام"، مشدّدًا على أهميّة التمييز وأيضًا التوازن الضروري بين العدالة والرحمة اللتان تسيران معًا في توازن نحو الهدف ذاته، فالرحمة هي كمال الشريعة.