موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الإثنين، ٨ سبتمبر / أيلول ٢٠٢٥
البابا سيترأس احتفالًا مسكونيًا لإحياء ذكرى شهداء القرن الحادي والعشرين
أيقونة الشهداء الجدد وشهود الإيمان، في كنيسة القديس برثولماوس، في جزيرة التيبر بروما

أيقونة الشهداء الجدد وشهود الإيمان، في كنيسة القديس برثولماوس، في جزيرة التيبر بروما

أبونا :

 

سيترأس البابا لاون الرابع عشر صلاةً لإحياء ذكرى العديد من مسيحيي عصرنا الذين قُتلوا بسبب إيمانهم بالمسيح.

 

وسينضم إلى قداسته ممثلون عن كنائس وجماعات كنسيّة متعدّدة في "الاحتفال المسكوني بذكرى شهداء وشهود إيمان القرن الحادي والعشرين"، والذي سيُقام في عيد ارتفاع الصليب المقدّس يوم الأحد 14 أيلول، في كاتدرائية القديس بولس البابويّة خارج الأسوار.

 

ويأتي هذا الاحتفال بمبادرة من دائرة دعاوى القديسين ولجنة الشهداء الجدد - شهود الإيمان التابعة لها، التي أنشأها البابا فرنسيس عام 2023 "لتحديد شهود الإيمان في الربع الأول من هذا القرن، ومواصلة العمل على ذلك في المستقبل".

 

وتحدّث الكاردينال كورت كوخ، رئيس دائرة تعزيز وحدة المسيحيين، يوم الجمعة، أمام أعضاء مجموعة العمل المسكونيّة المشتركة بين الكنيسة الكاثوليكية ومجلس الكنائس العالمي، قائلاً إنّ هذا الاحتفال "سيُجسّد بوضوح قناعة الكنيسة بأنها واحدة بدماء شهدائها".

 

 

الحفاظ على الذاكرة

 

وفي مؤتمر صحفي عُقد يوم الاثنين لتقديم الاحتفال، عرض المطران فابيو فابيني، رئيس لجنة الشهداء الجدد، طبيعة عمل اللجنة، موضحًا أن أبحاثهم "شملت جميع الكنائس المسيحيّة، إذ إنّ قوّة المعمودية توحّد جميع المسيحيين الذين بذلوا حياتهم". وأضاف: "وهكذا يتحقق ما كان القديس يوحنا بولس الثاني يُسميه مسكونية الدم".

 

وتابع المطران فابيني: "الكنيسة موحّدة بالفعل، والبابا لاون الرابع عشر يأمل أن تكون دماء هؤلاء الشهداء ’بذرة سلام ومصالحة وأخوّة ومحبّة‘". وأردف قائلاً: "إنّ عمل اللجنة في التوثيق يهدف إلى ضمان ألّا تضيع هذه القصص، بل أن تُحفَظ في الذاكرة".

 

 

"جغرافيا" شهداء العصر الحديث

 

وعقب كلمة المطران فابيني، تحدّث البروفيسور أندريا ريكاردي، نائب رئيس اللجنة، عن "الجغرافيا" الخاصة بشهود الإيمان، مشيرًا إلى الشهود الذين قُتلوا في الأمريكتين على يد عصابات الجريمة المنظّمة أو تجّار المخدرات، أو مستغلي البيئة؛ وشهداء أوروبا، بمن بينهم مرسلون قُتلوا في أراضٍ بعيدة؛ والاضطهادات في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، خاصة المسيحيين الشرقيين؛ والمسيحيين الذين سقطوا أثناء الصلاة في آسيا، مثل ضحايا تفجير عيد الفصح في سريلانكا عام 2019.

 

وأشار إلى أفريقيا جنوب الصحراء باعتبارها القارة "التي يُقتل فيها المسيحيون أكثر"، لافتًا أيضًا إلى ضحايا الهجمات الإرهابية، فضلاً عن العنف العرقي-السياسي الذي استهدف المُرسلين. وقال بأسف: "ما زال المسيحيون يُقتلون في مختلف أنحاء العالم. تختلف طبيعة حياتهم وطرق موتهم، لكنهم يواصلون الشهادة للإنجيل - شغوفين بالله وبإخوتهم وأخواتهم، خدّامًا حقيقيين للإنسانيّة، وناطقين أحرارًا بالإيمان".

 

 

تشجيع كبير على الوحدة

 

وأخيرًا، أوضح المونسنيور ماركو غنافي، أمين سرّ اللجنة، أن الاحتفال بشهود الإيمان في القرن الحادي والعشرين سيأخذ شكل ليتورجية الكلمة، يترأسها البابا لاون، بمشاركة 24 ممثلًا عن كنائس متعّددة. وقال: "إنهم يجسّدون المسكونيّة المسيحيّة التي ترغب في أن تتغذى من هذا الإرث".

 

وبيّن أنّ هذه الليتورجيا "ستُتيح لكلمة الله أن تتكلّم، وتوسّع ذاكرتنا لتشمل أيضًا ذكرى مسيحيين آخرين من كنائس مختلفة"، مشيرًا إلى أنها تأتي امتدادًا للاحتفال المسكوني المماثل الذي ترأسه القديس يوحنا بولس الثاني في الكولوسيوم خلال اليوبيل الكبير عام 2000.

 

ولفت إلى أن الاحتفال سيتضمّن شهادات من بعض الشهداء، قائلاً: "إنّ تلاوة الشهادات التي يقدّمها بعض الشهداء خلال الاحتفال، فيما نقف جميعًا جنبًا إلى جنب، تشكّل دعوة قوية إلى الوحدة – بيننا وبين الأسرة البشرية جمعاء التي نتوق إليها في المحبّة".