موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر
مع اقتراب الأسبوع الثاني من زمن المجيء من نهايته، واقتراب حلول عيد الميلاد، احتفل البابا لاون الرابع عشر بتقليدٍ مميّز في قلب روما. ففي الفاتيكان، استقبل الحبر الأعظم نحو ألف مشارك في فعالية «المغارة الحيّة»، الذين سيتوجّهون اليوم في مسيرةٍ إلى بازيليك القديسة مريم الكبرى.
وقال إنّ هؤلاء المشاركين قدموا من أماكن مختلفة لزيارة ضريح القديس بطرس، في صورةٍ تعكس أجيال الحجاج الذين عبروا العالم على مرّ العصور لزيارة هذا المكان المقدّس. وبعد لقائهم بالأب الأقدس، ستحتفل المجموعة بالقداس الإلهي في بازيليك القديسة مريم الكبرى، المعروفة أيضًا باسم «بيت لحم الغرب»، حيث يُحفَظ المهد المقدّس.
وأشار البابا لاون إلى أنّ هذا المهد هو ذخيرةٌ عريقة «ألهمت، إلى جانب الحجّ إلى الأرض المقدّسة، القديس فرنسيس الأسيزي عام 1223 للاحتفال بأول "ميلاد غريتشو"، ما شكّل انطلاقة لتقليد المغارة». ومنذ ذلك الحين، قبل أكثر من ثمانمئة عام، يواصل الناس في مختلف أنحاء العالم هذا التقليد بصنع مغارة الميلاد.
وتأمّل البابا لاون في كلمتين لاثنين من أسلافه حول هذا الرمز الميلادي. ففي عام 2009، وصف البابا بندكتس السادس عشر مشهد الميلاد بأنّه مجيء الله «بلا أسلحة، بلا قوة، […] ليهزم كبرياء الإنسان، وعنفه، وشهوة تملكه، […] ويقودنا إلى هويتنا الحقيقية».
وبعد عشر سنوات، أوضح البابا فرنسيس أنّه «أمام المغارة، وبينما نتأمّل مشهد الميلاد، نُدعَى إلى الانطلاق في مسيرةٍ روحية، يجذبنا تواضع ذاك الذي صار إنسانًا ليلاقي كل إنسان». وأشار البابا لاون إلى أنّ هذا الكلام ينطبق تمامًا على واقع مغارة بيت لحم، حيث وجدت العائلة المقدّسة نفسها في «فقرٍ يجرّد من كل ادّعاء». وهناك، كما قال، «نبدأ من جديد مسيرة حياةٍ جديدة على خطى المسيح».
ومع عبور المشاركين في المغارة الحيّة شوارع روما باتجاه البازيليك، سيكونون «علامة فرح» تُظهر جمال أن نكون تلاميذ ليسوع. وأضاف البابا: «هكذا تصبحون -اليوم ودائمًا، كرسالةٍ لحياتكم اليومية- حجاج رجاء، وحَمَلة عزاء وإلهام لكل من تلتقون بهم». وشدّد على أنّ هذه الرسالة موجّهة إلى الجميع: إلى الصغار والكبار، إلى الأصحّاء والمرضى، إلى الوحيدين والمتألّمين.
وفي ختام كلمته، أكّد البابا لاون أنّ مغارة الميلاد هي علامةٌ مهمّة تُظهر «أننا جزء من مغامرة خلاص رائعة، لسنا فيها أبدًا وحدنا». ودعا المشاركين في المغارة الحيّة إلى نشر هذه الرسالة والحفاظ على هذا التقليد حيًّا، «لأنّه هبة نورٍ لعالمنا الذي يحتاج بشدّة إلى أن يواصل الرجاء».