موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
روح وحياة
نشر السبت، ٢٣ يناير / كانون الثاني ٢٠٢١
«حان الوقت واقترب ملكوت الله. فتوبوا وآمنوا بالبشارة»
المسيح هو النقطة التي تلتقي فيها رغبات التاريخ والحضارة، هو نقطة ارتكاز الجنس البشري، هو فرح جميع القلوب لأنه يقود توقها إلى الكمال.

فرح ورجاء، المجمع الفاتيكاني الثاني :

 

يسير الإنسان المعاصر في سبيل إنماء شخصيّته إنماءً أكمل وإلى اكتشاف حقوقه وإثباتها بصورةٍ متزايدة. والكنيسة الّتي أوكلت إليها رسالة إظهارِ سر الله، غاية الإنسان القصوى، تكشف من جهتها للإنسان عن معنى وجوده بالذات، أي عن حقيقته الجوهريّة.

 

إنّ الكنيسة تعرف تمامًا أنّ الله الّذي تعبد، هو وحده يملأ أعمق رغباتِ قلب الإنسان الّتي لا تشبعها أبدًا الأطعمة الأرضيّة. كما أنّها تعرف أيضًا أنّ الإنسانَ الّذي يستميله دائمًا روح الله، لن يكون لامباليًا تمام اللامبالاة تجاه المشكلة الدينيّة. ولا يبرهن عن ذلك اختبار القرونِ السالفة وحسب، بل شهادات متعدّدة من عصرنا اليوم.

 

إن الإنسان يرغب دائمًا في أن يعرف، ولو بقليلٍ من الوضوح، معنى حياته وأعماله وموته. إنّ مجرّد وجود الكنيسة يذكّره بهذه المشاكل. ولا يستطيع أن يجيبَ جوابًا وافيًا على هذه الأسئلة إلا اللهَ وحدَه، الّذي خلق الإنسان على صورته وافتداه من الخطيئة. ويتمّ جوابه بواسطة الوحي الّذي أعطانا إيّاه بالمسيح يسوع ربّنا، ابنه الإلهيّ الّذي صار إنسانا. ومن يتبع الرّب يسوع المسيح، ذلك الإنسان الكامل، يصبح هو أيضًا إنسانًا كاملاً.

 

فكلمةُ الله، الإنسان الكامل، الّذي به كلّ شيء كُوِّن، صار جسدًا لكي يخلّص كلّ الناس ويجمع كلّ شيء. والرّب يسوع المسيح هو نهاية التاريخ الإنسانيّ، هو النقطة الّتي تلتقي فيها رغبات التاريخ والحضارة، هو نقطة ارتكاز الجنس البشريّ، هو فرحُ جميع القلوب لأنّه يقود تَوَقها إلى الكمال.