بدأ الصوم، لكن هل بدأنا بعيش روحانيّة الصوم البعيدة كل البعد عن ماذا أكلنا وماذا شربنا؟

مستمرون في الوعظ من خلف ومن أمام المنابر، لكن هل نطبق ونعيش قبل أن نرشد ونوعظ؟

نذهب إلى الصلاة ونركع بخشوع ونرفع الدعاء ونطلب ونصلي، ولكن متى ستتحوّل تلك الكلمات إلى أفعال محبة ورحمة!

قال الغني: "نعم حفظت الوصايا منذ الطفولة". فقال له يسوع: "اذهب وبع كل ما تملك واعطه للفقراء وتعال واتبعني!". فلما سمع الشاب هذه الكلمات مضى حزينًا لأنه كان ذا مال كثير!

هل نقف عند السطحيات والشكليات والمناسبات والمراسم والاحتفالات والتفاصيل الليتورجيّة، وننسى الأفعال والقيم والروحانيّات وعمق الاشياء والاحداث وصدق الاقوال!

هل مسموح أو لا للحليب والبيض واللحمة، أو الأفضل القليل من الرحمة والمحبة والعدالة!

هل الالتزام بمواعيد الصلوات، أو الالتزام بمعاملة الناس معاملة بها محبة واحترام ورحمة!

خلال الزمن الاربعيني المقدس لماذا لا نحاول… فقط محاولة عيش القليل –ولا أجرؤ على القول إزالة كاملة- من النفاق والكثير من الصدق! القليل من نقل الكلام والأذية والكثير من الصراحة وبناء العلاقات! القليل من التذمر والاحباط والكثير من الامتنان والشكر! القليل من الإساءة للآخر والكثير من احترام الآخر! القليل من الأنانيّة والكثير من أعمال الرحمة! القليل من الأخذ والكثير من العطاء! القليل من التبذير والكثير من المشاركة! القليل من أفكار الشر والكثير من عيش المحبة! القليل من محاربة الناس والكثير من عيش السلام... فقط لنحاول.

تقول الأم تريزا أنه وفي نهاية حياتنا على الأرض لن نحاسب على عدد الشهادات التي حصلنا عليها، ولا على كم من المال قد جمعنا، ولا عدد الإنجازات العظيمة التي حققناها، ولكننا سنحاسب على: "كنت جائعًا فأطعمتموني، وكنت عريانًا فكسيتموني، وكنت مشردًا فأويتموني".