موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
روح وحياة
نشر الإثنين، ٥ مايو / أيار ٢٠٢٥
أمّنا مريم ... تحفة الخالق بين مخلوقاته

أشخين ديمرجيان :

 

في شهر أيار شهر الجمال والأزهار، يجتمع المؤمنون يوميًا في الكنيسة، حول مريم أمّنا وأمّ الأنوار، عربونًا لمحبّتهم وتعلّقهم البنويّ بها. ويتخلّل الاحتفال اليومي بالشهر المريمي التسبيح لله، وصلوات وتراتيل مع تعداد جميع فضائل العذراء دائمة البتوليّة أمّنا التي "اصطفاها الله على نساء العالمين" (سورة آل عمران). ويطلبون من الله نعمة الخلاص من الخطايا، ويلتمسون شفاعة ووجاهة السيّدة العذراء لنِعَم كثيرة متنوّعة من روحانيّة وزمنيّة، بعد أن استغفروا العزّة الإلهيّة مسترحمين، نادمين عمّا بدر منهم من آثام ونقائص وزلاّت.

 

سنة 1683 نشر قداسة البابا "اينوشنسيوس الحادي عشر" رسالة بابويّة، أعلن فيها تخصيص شهر أيار لإكرام أمّنا مريم البتول، ويُدعى بالشهر المريميّ.

 

وتحنو السيّدة البتول على أبنائها وبناتها، وتبسط يديها المباركتين لتتنشل أولادها الملتجئين إليها من الضيق والتجارب في هذا الوادي وادي الدموع. العذراء أمّ البشر على تعاقب الأجيال، لا يهون عليها أن تتقاذفنا نوائب الزمان من غير مُعين. وبينما السماء من فوق تبسم لها، والبشريّة تهفو إليها، تخفّ العذراء من السماء إلى الأرض، تحمل إلى الإنسانيّة المعذّبة ما يجبر قلوبها الكسيرة، وتبعث فيها الرجاء والثقة بأبوّة الله.

 

ولذلك تهبط العذراء إلى الأرض في قرية مديوغوريه (في البوسنة والهرسك)، في الخامس والعشرين من كلّ شهر، وتظهر للرائية سعيدة الحظ "ماريا"، وقد اختارتها لتكون لسانها الفصيح لدينا: لدعوة العالم إلى الإيمان والتوبة والمصالحة، ولنشر رسالة السلام.

 

فيما يلي رسالة مريم العذراء في مديوغوريه إلى العالم في 25 نيسان 2025: "أولادي الأحبّة، رياح القلق والأنانية والخطيئة تجتاح قلوبًا كثيرة وتقودها الى الاضطراب والهلاك. لذلك أدعوكم يا صغاري: عودوا إلى الله وإلى الصلاة.  لتكونوا بخير في قلوبكم وفي الأرض التي تعيشون عليها."

 

أمّنا مريم! أنتِ من أيار أبهى أنواره! مَن يتأمّل سيرة حياتك بعمق يحشر نفسه بين الملائكة.. ويهجر الدنيا ويعيش باحثًا عن أسرار ما وراء الطبيعة... يسبق الدهور والعصور ويسافر في عمق أغوار المعمور... ثمّ تنقشع جميع مخاوفه، ويزول ما كان يتسرّب إلى نفسه من شرور. يوجّه نظره ليل نهار الى السموات ويعيش في حبور. لا يُضيّع عمره هباء... وتغدو أفكاره غائرة في قعر محيطات عميقة...

 

خاتمة

 

أمّنا مريم! مع اطلالة شهر أيار، ها نحن وبشفاعتك نرفع الأدعية، في انتظار رحمته تعالى نحو عالم أفضل وأكمل في حياتنا أفرادًا وجماعات... من غير عوائق تفرضها علينا نظم قمعيّة، تُكبّل بها حريّة الانسان في المبادرة والتخطيط والتنفيذ. ساعدينا أيتها الأمّ السماوية أن نسارع في الخيرات في الدنيا والآخرة.

 

أمّنا مريم! ألزم الصمت أمام عظمتك، وأكتفي بأن أدعوك: "تحفة الخالق بين مخلوقاته".

 

وكلّ عام والعالم أجمع بخير بشفاعة أمّنا وسلطانتنا مريم العذراء! آمين!