"من شوّه صورة إلهي؟". عنوان الكتاب الذي ألّفه الأب سامر حداد، من كهنة البطريركية اللاتينية في القدس، يشير إلى كامل محتواه. يتطرّق المؤلّف إلى تاريخ معرفة الله والصور التي تعبّر عنه منذ العهد القديم إلى أزمة كورونا التي مرّ بها العالم بأسره، وفصّل مظاهر التشويه التي تطال صورة الله والتعبير عنها، خصوصًا في الإنسان الذي خلقه الله على صورته ومثاله.

ابتدأ الكاتب بالكلام عن تشويهات صورة الله في علم الاجتماع عن الدين، ثم انتقل إلى ما جاء في هذا الموضوع في أسفار العهد القديم، ثم انتقل إلى الأناجيل الأربعة ورسائل القديس بولس. وبعد ذلك، عالج ما جاء في تاريخ الكنيسة، ابتداءً من عهد الرسل مرورًا بزمن آباء الكنيسة وكتاباتهم عن الله.

لم يغفل الأب سامر عن الكلام علن التقوى الشعبية، التي كتب عنها صفحات رائعةـ كونها تعبّر عن الإيمان الأصيل وتشكل أساسًا للبحث اللاهوتي في مختلف جوانبه. لكن هذه العبادة الشعبية سقطت هي أيضًا في بعض التشوهات عن صورة الله ونوع العلاقة معه والمحافظة على صورته التي خلق الإنسان عليها.

من المجالات التي عالجها المؤلف أيضًا التربية الدينية في البيت والمدرسة والمجتمع، ثم تطرّق إلى ما جاء في هذه الموضوع في مجلّد التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية.

وفي نهاية البحث، تناول الأب سامر مسألة التعليم المسيحي المعقّدة ومشروع الأنجلة الجديدة التي دعا إليها البابا القديس يوحنا بولس الثاني.

الكتاب غني بالأفكار ويهدف في النهاية إلى الوصول إلى فكرة صافية وصحيحة عن الله وكيفية التقرب منه وعبادته والعيش حسب المحبة التي أفاضها في قلوب بني البشر.