موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
حوار أديان
نشر الخميس، ٣ أكتوبر / تشرين الأول ٢٠٢٤
رسالة الكنيسة مع المسلمين في الشرق الأوسط المعاصر

الأب سامي حلّاق اليسوعيّ :

 

يأتي كتيّب "رسالة الكنيسة مع المسلمين في الشرق الأوسط المعاصر"، للمطران مار اسحق جول بطرس، في سياق رجاء أن يجد المسيحيّون معنًى لوجودهم في الشّرق، وعيشهم أقلّيّة بين المسلمين. أفكار الكتاب متنوّعة، وقد حرص الكاتب على ترقيمها.

 

ينطلق الكاتب من مفهوم الكنيسة، ويقول: إنّها ليست مؤسّسة لها غاية في حدّ ذاتها، بل جماعة لديها مسؤوليّة عالميّة، ورسالة يطلبها الله منها في هذا العالم. "إذا اكتفت الكنيسة في الشّرق الأوسط بتركيزها على بقائها واستمراريّتها من خلال تطوير مؤسّساتها فقد تفشل في رسالتها، لأنّها تكون قد غفلت عن إدراك دعوتها المسيحيّة في أن تكون خادمة ومتواضعة وشاهدة وبنّاءة لملكوت الله" (ص 12-13).

 

 

الفكرة الأولى: الحوار

 

بعض عرضٍ قصيرٍ جدًّا لوثيقة المجمع الفاتيكانيّ الثّاني "في عصرنا"، يتناول الكاتب موضوع الحوار ليركّز على أنّ الحوار ليس نقاشًا ولا جدالًا، بل محادثة روحيّة يشارك فيها كلّ واحدٍ ما يختبره روحيًّا في علاقته بالله، وعلاقته بالآخرين، وسلامه الدّاخليّ، انطلاقًا من إيمانه ومعتقداته. ويشير إلى أنّ الكنيسة، بمفهومها الكاثوليكيّ الواسع، تضمّ البشريّة كلّها.

 

 

الفكرة الثّانية: الماضي

 

يعرض الكاتب، بإيجاز شديد، تاريخ المسيحيّين في ظلّ الإسلام، من التّوسّع الإسلاميّ إلى الحروب والنّزاعات الحاليّة في سورية والعراق، مرورًا بالحملات الصّليبيّة، والمجازر الّتي تعرّض لها المسيحيّون على يد الأتراك، والحرب اللّبنانيّة، ليخلص إلى فكرة أساسيّة: "على كنيسة الشّرق الأوسط أن تعمل مع المسلمين واليهود لإصلاح الجروح الخطيرة الّتي لا تزال تنزف وعلاجها، وذلك من خلال إظهار حقيقة الأحداث الماضية. هذا من شأنه أن يؤدّي بنا إلى المسامحة والاستغفار، ومن شأنه أن يستثير الآخرين ويلهمهم على التّقرّب بعضهم من بعض وعلى عمل التّوبة أيضًا". (ص 36).

 

 

الفكرة الثّالثة: العدالة

 

رسالة كنيسة الشّرق اليوم هي الدّفاع عن العدالة للجميع أكثر منها تقديم الخدمات للجميع. ويذكر الكاتب مثالَين يقتبسهما من الكتاب المقدّس، واحدًا يروي قصّة يسوع مع المرأة الزّانية الّتي أراد الفرّيسيّون أن يرجموها، والثّاني قصّة سوسنّة من سفر دانيال. ويخلص من ذلك إلى أنّ رسالة الكنيسة في العدالة تعمل على صعيدَين: خطاب مشجّع ومعزٍّ للفقراء، وخطاب مندّد بالظّالمين. والوسيلة الأجدى، برأيه، التّوصّل إلى "طريقة "شعبيّة" للتّواصل، لا مع أبنائها المؤمنين فحسب، بل وبوجهٍ خاصّ مع غير المسيحيّين أيضًا، ومع الحكومات والقادة السّياسيّين والدّينيّين؛ ومع أولئك المتورّطين في الحروب والصّراعات والعنف والعنصريّة والاتّجار بالبشر وغير ذلك" (ص 51).

 

 

الفكرة الرّابعة: التّقوية

 

"تكمن رسالة الكنيسة في تقوية النّاس عندما تساعدهم على اكتشاف قيمتهم وكرامتهم ونقاط قوّتهم وقدراتهم وذاتيّتهم" (ص. 55). ويقتبس الكاتب لهذا الموضوع نصًّا طويلًا لجيمس واليس ليوضح الفكرة. ويختتم كتيّبه بأخوات يسوع الصّغيرات نموذجَ دعوةٍ للعيش في عالمٍ إسلاميّ.

 

الكتاب سهل القراءة، ومزيّن بصور جميلة.