موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
روح وحياة
نشر السبت، ٢٣ نوفمبر / تشرين الثاني ٢٠٢٤
القديسة ماري ألفونسين، مؤسّسة راهبات الورديّة (3 والأخير)

أشخين ديمرجيان :

 

بدء تأسيس رهبانيّة الورديّة المقدّسة

 

بدأ تأسيس الرهبانيّة في يوم السبت الموافق 24 تموز 1880، حيث تكوّنت المجموعة الأولى من خمس فتيات في بيت صغير قرب البطريركية اللاتينية. وأطلق عليهنّ في البداية اسم "بنات مريم".

 

 

ترك رهبانيّة القديس يوسف والدخول في رهبانيّة الورديّة المقدّسة

 

عندما دخلت ماري ألفونسين في رهبانيّة الورديّة، تألّمت كثيراً لتركها رهبانيّة القديس يوسف التي قضت فيها 23 عاماً. ولكن ما باليد حيلة! لقد أمرتها مريم العذراء مريم في إحدى الظهورات أن تمضي لمقابلة البطريرك وأن تبلغه تلك الرسالة لأن إرسالياته ستزدهر بالوردية. وافق بطريرك القدس اللاتيني على طلبها فتأسست على يدها «راهبات الوردية المقدسة» عام 1883 برفقة فتيات أخريات... وهكذا دخلت رهبانيّة الورديّة بالطرق الكنسيّة القانونيّة، وبدعم من غبطة البطريرك، بعد ممانعة رؤسائها في دير القديس يوسف. وبقيت الأمّ ماري ألفونسين راهبة متواضعة ولم تكشف سرّ الظهورات للراهبات في الدير.

 

في هذه الفترة طلبت عدة فتيات من القدس في مقتبل العمر من الأب يوسف طنوس إنشاء جمعية رهبانية عربية لرفع مستوى المرأة العربية دينيًا وأخلاقيًا وإنسانيًا وجعلها قادرة على تربية أولاد صالحين. وجاء تطوّع الفتيات في أوانه، حيث كانت الحاجة مُلحّة لتحقيق نفس الأهداف التي تأسست من أجلها البطريركية اللاتينية في القدس عام 1847. وبينما كانت هذه الأفكار تدور في خلد الأب يوسف طنوس كان لا يزال يجهل أمورًا كثيرة ومنها: من سيؤسس الرهبانية الجديدة، وما هي روحانيتها، وما اسمها، وما وأهدافها وقوانينها؟ وأين سيكون مقرها؟ ومن سينفق عليها؟ في تلك الفترة الحرجة أقبلت الأخت ماري ألفونسين حاملة رسالة هامة فيها جواب العذراء على أسئلته. فوجىء الأب يوسف أولاً. ولما اطمأن إلى رجاحة عقل الرائية واقتنع بصحة الرؤيا، طلب منها أن تكتب كل ما شاهدته وسمعته من العذراء بشأن الرهبانية الجديدة.

 

ونمت الرهبانية بسرعة وازداد عدد المنتسبات. ثم أصبحت عام 1959رهبنة حبريّة تتبع الكرسي الرسولي بشكل مباشر.وجالت الأمّ ماري ألفونسين في مناطق عدة ضمن مهمّة التدريس والإرشاد في الناصرة  والسلط وغيرها من الأماكن، وأخيرًا في عين كارم حيث توفيت وقد تميّزت بالحب والتواضع والصمت والبذل والعطاء.

 

لقد عاشت الأمّ ماري ألفونسين «الفضائل المسيحية»: المحبة والإيمان والرجاء خلال حياتها الأرضية. تمّ إعلانها طوباوية في 22 نوفمبر 2009، بعد أن نُسبت أعجوبة شفاء لشفاعتها. وقد تمّ حفل التطويب في الناصرة. وفي 6 ديسمبر 2014، اعترف الباب فرنسيس بمعجزة نُسبت لشفاعتها والتي كانت شرطًا لتقديسها. وتمّ إعلانها قديسة في 17 مايو 2015.

 

 

من أفكار الأم ماري ألفونسين الروحانية

 

من المبادىء والأفكار التي اعتنقتها الأمّ ماري ألفونسين في حياتها نقتطف ما يلي : الحبّ قويّ كالموت.  يجعلنا نقدّر الفقر ونصبر على الجوع والبرد ونرضى بالإهانة والمرض ونقاوم التجربة ونتحمّل الاضطهاد.  الحبّ يحثّنا على مساعدة القريب في جميع احتياجاته".

 

 

الأمّ ماري ألفونسين واتصالها بالأنفس المطهريّة

 

كانت الأمّ ماري ألفونسين على اتصال بالأنفس المطهريّة. وكثيراً ما كانت تصلّي وتضحّي كي تُغيث تلك النفوس. لقد ورثت ذلك عن عائلتها التي كانت تذكر النفوس المطهريّة في صلاتها. وثمة حوادث أصبحت مشهورة، تُبيّن ان العائلة نالت من تلك النفوس حماية خاصة في مناسبات شتّى.

 

 

خاتمة

 

القدّيسون هم أولئك الذين قبلوا الضيق بفرح ولم يبحثوا عن مجد العالم ومراكزه وسلطانه بل ضحّوا بالثروة أوالجاه أوبأي شيء آخر في سبيل الله.

 

وهم ثمرة تسليم إرادتهم للربّ بقوّة إيمانهم، ثمّ بالصوم والصلاة.

 

"أنظروا الى نهاية سيرة القديسين وتمثّلوا بإيمانهم" (عب 13:7).