موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر
الطوباوي كارلو أكوتيس
وافق البابا فرنسيس، صباح السبت 22 شباط 2020، على مراسيم صادرة عن مجمع دعاوى القديسيين، تتعلق بأعجوبة منسوبة لشفاعة المكرّم الشاب كارلو أكوتيس، إثر معجزة شفاء صبي من البرازيل. هذا وسيتم إعلانه طوباويًا يوم العاشر من تشرين الأول 2020 في بلدة أسيزي، حيث دفن.
ولد كارلو أكوتيس في لندن في 3 أيار عام 1991. وربّاه والداه أندريا أكوتيس وأنتونيا سالزانو، على الالتزام في حياته المسيحية. كان أبواه يعملان في لندن، رغم أنهما استقرا في مدينة ميلانو الإيطالية بعد فترة قصيرة من ولادة ابنهما كارلو، وتحديدًا منذ أيلول من العام 1991.
والدة الطوباوي الجديد تقف أمام ضريحه
في سن السابعة من عمره قبل المناولة الأولى في دير امبروسيوس في ميلانو، ليلتزم من بعدها التزامًا كاملا في حياته المسيحية، من خلال المواظبة على حضور القداس الإلهي يوميًا، وتلاوة صلاة المسبحة الورديّة، والسجود أمام القربان الأقدس، وتقربه من سر التوبة والمصالحة (الاعتراف) مرة واحدة كلّ أسبوع.
تلقى كارلو تعليمه في ميلانو، وأكمل تعليمه في المدرسة الثانوية المدارة من قبل اليسوعيين (معهد البابا ليون الثالث عشر). كان ضليعًا في الكمبيوتر، فابتكر منصة رقميّة حول المعجزات الإفخارستية حول العالم. أما أمثلته في الحياة فكان من بينهم: القديس فرنسيس الأسيزي، القديس دومينيك سافيو، القديسان فرانشيسكو وجاشينتا مارتو، القديسة برناديت سوبيرو.
في عام 2006 تم تشخيص كارلو أكوتيس إصابته بمرض اللوكيميا أو سرطان الدم، فقدّم آلامه على نية الحبر الأعظم البابا بندكتس السادس عشر والكنيسة الجامعة، حيث قال: "أقدّم كل الآلام التي سأعانيها من أجل الرب والبابا والكنيسة". وقد انتقل إلى الديار الأبدية في 12 تشرين الأول 2006، عن عمر ناهز 15 عامًا، في مدينة مونزا الإيطالية، ودفن في أسيزي بناءً على رغبته.
فتح مجلس الأساقفة في أبرشية لومبارديا الإيطالية تحقيقًا أبرشيًا في 15 شباط 2013، واستمرّ حتى 13 أيار 2016. وفي 24 تشرين الأول 2016، قدّم المجلس الطبي التابع لمجمع دعاوى القديسين في الفاتيكان رأيًا إيجابيًا بشأن معجزة منسوبة إلى شفاعة كارلو أكوتيس حدثت في البرازيل. وقد أعلنه البابا فرنسيس مكرمًا في 5 تموز من العام 2018.
تقول صفحة "أعاجيب الإفخارستيا حول العالم"، بأن كارلو –الذي أنشأها- كان يقول: لكي نسير إلى هدفنا (السماء) ولئلا "نموت نسخةً"، فإن بوصلتنا هي كلمة الله، وعلينا أن نطالعها بثبات. ولكن، أمام هدفٍ عظيمٍ كهذا، نحن بحاجةٍ إلى وسائل خاصةٍ: الأسرار والصلاة.
وقد ارتكز كارلو على سر الإفخارستيا بشكل خاص في حياته، وكان يدعوه "طريقي الرئيسية نحو السماء". وبعد مناولته الأولى التي حصل عليها في السابعة من عمره، التزم التزامًا كاملاً بالقداس الإلهي بشكل يوميّ وتلاوة المسبحة الوردية. كما كان يحاول دائمًا أن يسجد أمام القربان المقدس مقتنعًا أننا "نصبح قديسين بوقوفنا أولاً أمام المسيح في الإفخارستيا".
كان كارلو يتساءل غالبًا عن سبب وجود مئات الأمتار من الناس أمام مدخل حفلات موسيقى الروك أو قاعات السينما، وليس أمام المسيح في الإفخارستيا. كان يقول أن الناس لا يدرون مدى أهمية الغفران وإلا لكانت الكنائس مكتظة جدًا. كان يقول بحماسةٍ إنّ المسيح موجود في السر الأقدس تمامًا كما كان موجودًا منذ ألفي عام مع الرسل، الفرق ليس إلا أن في تلك الفترة كان على الناس أن تتنقل باستمرار كي تراه، أما نحن فيكفينا أن نجد أية كنيسة قريبة، مؤكدًا بكلماته: "إن القدس في ديارنا".
كان يحاول بسخاءٍ أن يجد طرقًا جديدةً لكي يساعد الآخرين على تقوية إيمانهم ما جعل منه معلمًا ماهرًا في التعليم المسيحي. لذلك ترك عدة معارض، من بينها معرض المعجزات الإفخارستية. ففي عام ٢٠٠٢، بعد أن زار معارض "لقاء الصداقة بين الشعوب" في مدينة ريميني، أراد إعداد معرضٍ عن أعاجيب الإفخارستيا التي اعترفت بها الكنيسة. عملٌ يتطلب مجهودًا كبيرًا إلتزم به اقرباؤه أيضًا لمدة سنتين ونصف.
وإن الآثار الروحية التي حملها المعرض فاقت التوقعات، فقد جال المعرض على القارات الخمس. وبناءً على طلب العديد من كهنة الرعايا أعد كتيبًا فيه محتوى المعرض بالإضافة إلى مقدمة للكاردينال أنجلو كوماستري رئيس كهنة بازيليك الفاتيكان والنائب العام للحبر الأعظم في الفاتيكان، وللمونسنيور "رافايلو مرتينللي" رئيس مكتب التعليم المسيحي لجمعية عقيدة الإيمان آنذاك.
ومنذ ذلك الحين بإمكاننا أن نقول، نظرًا للنتائج، أن المعرض "يصنع العجائب". فقد استقبل في الولايات المتحدة في آلاف الرعايا وفي أكثر من مئة جامعة. كما قد قدم في بعض المجالس الأسقفية منها في الفلبين، والأرجنتين، وفيتنام... وقد وصل أيضًا إلى الصين واندونيسيا. وقد استقبلت مزارات وبازيليك مهمة معرض كارلو منها مزار غوادالوبي في المكسيك وسيدة فاطيما في البرتغال.