موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر
قيامة السيّد المسيح المجيدة هي الحياة وهي رجاؤنا وجوهر إيماننا لقد ورد في (1 كورنثوس 15: 14-15) ما يلي: "وإنْ لم يكن المسيح قد قام فباطلة كرازتنا و باطل ايضا ايمانكم". بعد ذلك يُعلن القديس بولس انتصار السيّد المسيح على الموت بقوله: "ولكن الآن قد قام المسيح من الأموات وصار باكورة الراقدين" (1 كورنثوس 15: 20).
حينما كان السيّد المسيح يُعلّم ويكرز في المدن، أقام عددًا من الأموات -تمهيدًا لقيامته هو فيما بعد من القبر- من بينهم أليعازر شقيق مرثا. كما تنبّأ بموته وقيامته ثلاث مرات. وفي أثناء وجوده على الأرض تنبّأ السيّد المسيح أنّه سيقوم من بين الأموات.
ومن أقواله في هذا الصدد: "انقضوا هذا الهيكل وفي ثلاثة أيام أقيمه، فقال اليهود في ست وأربعين سنة بُني هذا الهيكل أفأنت في ثلاثة ايام تُقيمه؟ وأمّا هو فكان يقول عن هيكل جسده". وقال لتلاميذه أيضًا مرات عديدة أنّه سوف يُقتل على أيدي رؤساء الكهنة في القدس، ولكنّه سيقوم في اليوم الثالث. وقد وضع رؤساء الكهنة حرّاسًا على قبره خشية من قيامته.
نقرأ في انجيل (متّى 27: 62-65) ما يلي: "... اجتمع رؤساء الكهنة والفريسيون الى بيلاطس قائلين يا سيّد قد تذكّرنا ان ذلك المضلّ قال وهو حيّ انّه بعد ثلاثة ايام يقوم، فمُر بضبط القبر الى اليوم الثالث لئلاّ يأتي تلاميذه ليلاً ويسرقوه ويقولوا للشعب أنّه قام من الاموات، فتكون الضلالة الأخيرة أشرّ من الاولى، فقال لهم بيلاطس عندكم حرّاس اذهبوا واضبطوه كما تعلمون، فمضوا وضبطوا القبر بالحرّاس وختموا الحجر". لكن خطة رؤساء الكهنة والفريسيين في منع السيّد المسيح من القيامة باءت بالفشل الذريع! وعلى الرغم من جهودهم ومؤامراتهم قام مُمجّداً من بين الأموات.
بالنسبة للمؤمن قيامة المسيح هي دليل واضح على قدرة الإله الحقيقي. الرسالة إلى أهل أفسس (1: 19-20) تُخبرنا أنّ قدرة الله السماوية الفائقة هي التي أقامت المسيح من بين الأموات، رغم وجود الحجر الكبير الذي يزن 2 طن، والختم الموضوع عليه ليحمي القبر من السارقين. ونقرأ في الرسالة إلى أهل رومية (1: 4): "صلَبَ اليهود المسيح لأنّه بالنسبة لهم كان يُجدّف عندما قال انّه هو ابن الله... وقيامة المسيح تكشف لنا الحقيقة أنه فعلاً ابن الله". كما أنّ خلاصنا يعتمد على إيماننا وقبولنا بقيامة المسيح من بين الأموات.
قيامتنا تعتمد كليّا على قيامة المسيح كما نقرأ في (1 تسالونيكي 4 : 14): "عارِفينَ أنَّ الله الذي أقامَ المسيح مِنْ بَينِ الأمواتِ سيُقيمُنا نَحنُ أيضًا ويَجْعلُنا وإيَّاكُم بَينَ يَديهِ. والقوّة التي نستمدّها في الوقت الحاضر هي قوّة قيامته. "وهِيَ قُدرَةُ الله الجَبّارَةُ، التي أظهَرَها في المَسيحِ حينَ أقامَهُ مِنْ بَينِ الأمواتِ... لا في هذا الدَّهرِ فقط، بَل في الدَّهرِ الآتي أيضًا" (أفسس 1 : 19-21).
بإمكاننا أن نعيش حياتنا عن طريق قوّة قيامة المسيح فائقة الطبيعة. وهنالك آيات في الانجيل الطاهر تُشير الى أنّ المسيح سيكون الديّان الذي يدين الأحياء والأموات. لقد ورد في يوحنا (5: 27-29) ما يلي: "وأعطاهُ أنْ يَدينَ أيضًا لأنَّهُ اَبنُ الإنسانِ... ستَجيءُ ساعةِ يَسمَعُ فيها صوتَهُ جميعُ الذينَ في القُبورِ، فيَخرُجُ مِنها الذينَ عَمِلوا الصّالحاتِ ويَقومونَ إلى الحياةِ ، والذينَ عَمِلوا السّيئاتِ يَقومونَ إلى الدَّينونَةِ".
خاتمة
سيُقيم السيّد المسيح جميع الذين عاشوا في أيّ وقت مضى – بعضهم إلى الحياة الأبدية الخالدة والبعض الى الهلاك الأبدي لأنّه سيُجازي كلّ منّا حسب أعماله وأقواله وأفعاله. ولمّا قام من بين الاموات تذكّر تلاميذه انه حدّثهم عن قيامته فآمنوا حتّى الشهادة. أمّا نحن فرجاؤنا شديد في قيامة المسيح المجيدة وفي وعده بأنّه معنا أمس واليوم وطول الوقت إلى انقضاء الدهر!
عيد القيامة يعطينا الرجاء في القيامة وفي الملكوت والحياة الأبديّة. هذا الرجاء الذي يحثّنا على عمل الخير والاستمرار في مسيرة المحبّة والعطاء. ليس من موسم أجمل من ربيع الرجاء وليس من فجر أحلى من فجر القيامة. وكل عام والجميع بخير!