صرح سامي اليوسف، وكيل عام بطريركية القدس للاتين، في تصريح خاص لـ"نبض الحياة"، بأنه قبل نشوب الحرب في غزة، كانت البطريركية اللاتينية في القدس، تقود مهمة إغاثية ضخمة ومتعددة الجوانب تفوق في مساهماتها جميع المؤسسات الأخرى.

وتابع قائلا: "لا يخفى على أحد أننا في البطريركية اللاتينية، وقبل أن تلوح غيوم الحرب في الأفق، كنا نحمل على عاتقنا أضخم مهمة تمويلية للإغاثة الإنسانية، تمتد جذورها عبر سنوات عديدة وتشمل جوانب متعددة. كانت مساهماتنا تفوق بجدارة كل المؤسسات الأخرى، سواء كانت كاثوليكية أم لا".

وأوضح أنه مع اندلاع الحرب في قطاع غزة، "رفعنا صوتنا عاليًا بنداء استثنائي للإغاثة، لا يقتصر على دعم أبناء غزة الأعزاء فحسب، بل يتعداه إلى ما هو أبعد، نظرًا للتحديات الجمّة التي تواجهنا هناك، من قلة الإمكانيات وصعوبة توزيع المساعدات في ظل الحصار والدمار المستمر".

أضاف: "تمكنا، بفضل الأموال التي جمعناها من خلال هذه النداءات، من تحويل مسار جزء كبير منها ليصب في مجاري الخير بالضفة الغربية. بدأنا بتقديم المساعدات الإنسانية كالمواد الغذائية والمساعدة في تسديد الفواتير للعائلات التي انقطعت أرزاقها بسبب الحرب، وقد وصلت مساعداتنا إلى أكثر من 10,000 شخص خلال هذه الفترة العصيبة".

وفي الفصل الثاني من رحلتنا الإغاثية، "أخذنا على عاتقنا مهمة توفير فرص العمل، دعمًا لإخوتنا الذين فقدوا مصادر رزقهم. وقد تم ذلك من خلال توسيع مشروع "أفاق" الرائد بالتعاون مع جامعة بيت لحم، وكذلك عبر إطلاق مشاريع تشغيلية مبتكرة تحت إشراف كهنة الرعاية ومدارس البطريركية اللاتينية".

ويرافق وكيل عام بطريركية القدس للاتين وفدًا من لجنة المشاريع التابعة لفرسان القبر المقدس، في زيارة عمل وتضامن مع الشعب الفلسطيني خلال محنته الحالية في الأراضي المقدسة، حيث علق اليوسف قائلًا: "هذه الزيارة ليست مجرد زيارة روتينية، بل هي بادرة قوية تعكس التزامنا العميق تجاه الشعب الفلسطيني في أحلك الظروف. وعلى الرغم من المخاطر الأمنية العالية، أصر الوفد على القدوم إلى الأراضي المقدسة، ليس فقط لمتابعة مشاريع البطريركية اللاتينية، بل ليقفوا كشهود على الحياة اليومية للفلسطينيين، متجاوزين الحواجز والصعاب".

وتابع موضحا: "لقد كانت هناك لحظات شككنا فيها بإمكانية تحقيق هذه الزيارة، لكن إصرارهم كان أقوى من أي عائق. ويهدف الوفد من خلال هذه الزيارة إلى نقل صورة حية عن الوضع في فلسطين إلى الممولين الرئيسيين في روما وممثلي الدول المختلفة، لتعزيز الدعم والتضامن العالمي مع القضية الفلسطينية".

يذكر أن البطريركية اللاتينية في القدس تلعب دورًا مهمًا في العمل الإغاثي والإنساني في الأراضي المقدسة. وتقوم بتوفير الدعم للمجتمعات المحلية من خلال مشاريع متعددة تشمل التعليم والرعاية الصحية والمساعدات الاجتماعية. وتساهم في تعزيز الأمل والسلام والكرامة الإنسانية، خاصة بعد الأحداث التي أدت إلى هجرة جماعية للمسيحيين من القدس وفلسطين خلال العقود الماضية والتي ما زالت مستمرة حتى الآن، بسبب الظروف الأمنية والسياسية والاقتصادية. كما تعمل بالتعاون مع حراسة الأراضي المقدسة الفرنسيسكانية للحفاظ على الأماكن المقدسة ودعم الحضور المسيحي في المنطقة".