موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر
توجّه تشارلز الثالث من قصر باكينغهام للمرّة الأولى إلى مواطنيه بصفته ملكًا في كلمة متلفزة مسجلة، معبّرًا عن تأثره بوالدته "الحبيبة" التي توفيت عن 96 عامًا بعد حكم استمر 70 سنة وسبعة أشهر. ووصف إليزابيث الثانيّة بأنّها "مصدر إلهام ومثال" له ولعائلته.
وأشاد الملك الجديد بتفاني وخدمة والدته الراحلة، وجدّد وعده بـ"الخدمة طوال العمر". وقال إنّ الملكة إليزابيث الثانيّة شهدت على "حبها الشديد للتقاليد، إلى جانب ذلك اعتناقها الجريء للتقدّم"، والذي قال إنه أكسبها "المحبّة والإعجاب والاحترام" من قبل العديد من الناس.
ووعد بأن يكون في خدمة البريطانيين طوال حياته على غرار والدته التي قطعت هذا العهد وهي في الحادية والعشرين. وأكد بلهجة واثقة "على غرار الملكة التي قامت بذلك بتفانٍ راسخ، أتعهد أنا أيضًا رسميًّا الآن طوال الوقت الذي يمنحني إياه الرب، الدفاع عن المبادئ الدستوريّة التي هي في صلب أمتنا".
وقال: "عندما اعتلت الملكة العرش كانت بريطانيا والعالم مازالا يحاولان التغلب على الآثار المترتبّة على الحرب العالميّة الثانيّة ويعيشان بتقاليد عصور سابقة، وخلال السبعين عامًا الماضية رأينا مجتمعنا يصير متعدّد الثقافات والديانات، وتغيّرت مؤسسات الدولة نتيجة لذلك، ولكن خلال كل التغيّرات والتحدّيات إزدهرت أممنا وأسرة الممالك التي أفخر بمواهبها وتقاليدها ومنجزاتها فخراً لا يوصف".
كما أعلن تأكيده على الاستمرار في تبنّي القيم والإيمان الذي تجسّدت في والدته الراحلة. وقال الملك تشارلز الثالث: "تبقى قيمنا ثابتة. ويبقى كذلك دور الملكيّة وواجباتها، كما تظلّ علاقة العاهل الخاصة ومسؤوليته تجاه كنيسة إنجلترا، وهي الكنيسة التي يترسّخ فيها إيماني".
وأضاف، الجدّ البالغ من العمر 73 عامًا لخمسة أطفال، "من خلال هذا الإيمان والقيم التي تلهمنا، تربيّت على أن أعتزّ بالإحساس بالواجب نحو الآخرين، وأن أكنّ كلّ الاحترام للتقاليد الغاليّة والحريات والمسؤوليات النابعة من تاريخنا الفريد ونظام حكومتنا البرلمانيّة".
وتمّ بث الخطاب في الوقت الذي بدأت فيه إجراءات تأبين الملكة الراحلة، في كاتدرائية القديس بولس.
فللمرة الأولى منذ 70 عامًا علا النشيد الوطني البريطاني بصيغة "فليحفظ الرب الملك" في الكاتدرائية، مساء الجمعة، في ختام مراسم دينية تكريميّة للملكة الراحلة إليزابيث الثانية. وحلّ هذا النشيد مكان "فليحفظ الرب الملكة" المعتمد منذ جلوس الملكة الراحلة على العرش العام 1952.