موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر
البابا يستقبل وفدًا من جمعية الصحفيين الكاثوليك الألمان
استقبل البابا فرنسيس، الخميس، وفدًا من جمعية الصحفيين الكاثوليك الألمان، وسلم ضيوفه خطابًا سلط فيه الضوء على الدور الواجب أن يلعبه اليوم الإعلاميون الكاثوليك المدعوون إلى تبديد سوء الفهم وتعزيز التفاهم المتبادل عوضا عن المواجهة والصدام.
وقال: كم هي الصراعات الدائرة اليوم التي تُغذى بالأنباء المزيفة والتصريحات النارية عبر وسائل الإعلام عوضًا عن العمل على إخمادها بواسطة الحوار! مشددًا في هذا السياق على ضرورة أن يسعى ضيوفه، يحركهم إيمانهم المعاش يوميًا وجذورهم المسيحية والإنجيل، إلى دعم نزع الخطاب من السلاح. وأشار إلى أهمية أن تُعزز نبرة السلام والتفاهم وأن تُبنى الجسور وأن يكون الأشخاص مستعدين للإصغاء ولممارسة تواصل يحترم الآخر ومبرراته. وقال: ثمة حاجة ملحة لهذا الأمر في المجتمع، كما أن الكنيسة تحتاج هي أيضًا لتواصل لطيف ونبوي.
لم تخلُ كلمة البابا من الإشارة إلى المسيرة السينودسية التي قامت بها الكنيسة في ألمانيا، متمنياً أن تُعرف وتُطبق بشكل أفضل خصوصا وأنها تُسلط الضوء على موضوعين بالغي الأهمية: أولاً الاعتناء بالبعد الروحي، أي التأقلم الملموس والمستمر مع الإنجيل، لا مع نماذج العالم، واكتشاف الارتداد الشخصي والجماعي من خلال الأسرار والصلاة ووداعة الروح القدس، لا تماشياً مع روح هذا الزمن. ثانياً، هناك البعد الكوني، الكاثوليكي، كي لا يُنظر إلى الحياة الإيمانية كأمر نسبي يتلاءم مع البيئة الثقافية والوطنية. وشدد على الدور الذي ينبغي أن يلعبه الإعلاميون الكاثوليك على هذا الصعيد، المدعوون إلى نشر أنباء صحيحة فيساهمون بالتالي في تبديد سوء الفهم ويعززون التفاهم المتبادل عوضًا عن المواجهة والصدام.
وتوقف عند أهمية عدم الانطواء على الذات، بل الخروج من أجل حمل الرسالة المسيحية إلى مختلف بيئات الحياة، مستخدمين الوسائل المتاحة لدينا اليوم. وحذّر من مغبة أن تعتني الكنيسة بذاتها فقط، لأنها رسالة، ويتعين على الإعلاميين الكاثوليك ألا يبقوا على حياد بشأن الرسالة التي ينقلونها. وذكّر هنا بما كتبه في رسالته لمناسبة اليوم العالمي للتواصل الاجتماعي 2024 عندما أكد أن حيادية وسائل الإعلام هي مسألة ظاهرية وحسب ومن يمارس التواصل ويعرض نفسه يمكن أن يمثل نقطة مرجعية.
وثم ذكّر ضيوفه بأنهم قدموا من بلد مزدهر ومتطور، ومع ذلك توجد فيه مشاكل ليست بقليلة، مشيرا إلى أنه يفكر بالفقر الذي يعيشه الأطفال، وبالعائلات العاجزة عن دفع الفواتير، وبالأوضاع التي يعيشها العديد من المهاجرين واللاجئين والذين استقبلتهم ألمانيا بأعداد كبيرة. وقال إن إله المحبة ينتظر الخبر السار الناتج عن أعمالنا الخيرية، إنه ينتظر أن يخرج المسيحيون ويتوجهوا نحو الأشخاص المهمشين. وهذا الأمر يقتضي أيضا وجود إعلاميين يسلطون الضوء على بعض القصص وعلى وجوه من لا يعيرهم أحد أي انتباه. في هذا السياق طلب البابا فرنسيس من ضيوفه أن يفكروا دائماً في وجوه الأشخاص، لاسيما الفقراء والبسطاء، والانطلاق من هؤلاء، من واقعهم، من مآسيهم، ومن تطلعاتهم، حتى إذا كان هذا الأمر يتطلب السير عكس التيار، ويقتضي جهداً كبيرا.