موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
روح وحياة
نشر الأربعاء، ١ مارس / آذار ٢٠٢٣
الأب بشير بدر يكتب: أربعاء الرماد وبداية زمن الصوم الأربعيني
الأب بشير بدر، راعي كنيسة قلب يسوع الأقدس في ناعور - الأردن

الأب بشير بدر، راعي كنيسة قلب يسوع الأقدس في ناعور - الأردن

الأب بشير بدر :

 

كان المسيحيون في القرون الأولى يعطون زمن الصوم الكبير الذي يسبق الفصح أهمية كبيرة لأنه كان "الزمن الذي يصير فيه المرء مسيحيًا"، وذلك لارتباطه بمسيرة استعداد الموعوظين لقبول نعمة العماد المقدس ليلة سبت النور.

 

هذه "الصيرورة المسيحية"، لم تكن تتحقق دفعة واحدة، بل كانت تتطلب مسيرة طويلة من التوبة والتجدد. لذلك، كان هذا الزمن المقدس بالنسبة للمعمدين السابقين مناسبة للانضمام الى مسيرة الايمان المتجدد في الاحتفال الفرِح بالفصح. وهكذا كان زمن الصوم وما زال يحتفظ بطابع المسيرة إلى المعمودية، بمعنى أنه يساعد على الحفاظ على الوعي بأن الكيان المسيحي يتحقق دومًا من خلال صيرورة مسيحية متجددة.

 

يتميز احتفال هذا اليوم برتبة ذر الرماد على الرأس التي تدخلنا في الجو النموذجي لروح الزمن الأربعيني الذي يذكرنا بأننا في مسيرة حج شخصية وجماعية للتوبة والتجديد الروحي. فعندما يضع الكاهن الرماد على الجباه يقول: "أذكر يا إنسان أنّك تراب وأنّ إلى  إلى التراب تعود" (تك 3، 19)، أو يكرّر دعوة يسوع: "توبوا وآمنوا بالإنجيل" (مر 1، 15)، فإن كلا التعبيرين يشكلان نداء إلى حقيقة الوجود الإنساني: نحن خلائق محدودة، وخاطئة، ونحتاج دومًا إلى التكفير والتوبة. ما أهم الإصغاء لهذا النداء والإذعان له في أيامنا هذه!

 

قال البابا بندكتس السادس عشر: "عندما يعلن الإنسان المعاصر استقلاليته المطلقة عن الله، يصبح عبدًا لذاته، وغالبًا ما يجد نفسه في عزلة بائسة. الدعوة إلى التوبة إذًا هي حثٌّ للرجوع إلى ذراعي الله، الآب الحنون والرحيم، إلى الثقة به، والاتكال عليه كأبناء".

 

زمن "مسيرة وصيرورة" أربعينيًا مباركًا