موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
روح وحياة
نشر الخميس، ٢٩ ابريل / نيسان ٢٠٢١
29 نيسان: القديسة كاترين السيانية، البتول ومعلمّة الكنيسة

إعداد الأب وليم عبدالمسيح سعيد الفرنسيسكاني :

 

ولدت في سيينا في ايطاليا سنة 1347 في عائلة كبيرة وتوفيت في روما سنة 1380، في السادسة عشرة من عمرها. وتعد من الفلاسفة الكلاسيكيين واللاهوتيين. وبفعل رؤيا للقديس دومينيك، دخلت إلى الرهبنة الثالثة الدومينيكية.

 

خلال بقائها مع عائلتها، أكدت نذر البتولة الذي نذرته سرًا فيما كانت لا تزال مراهقة، وكرست ذاتها للصلاة والتكفير وأفعال المحبة بخاصة تجاه المرضى. عندما ذاع صيت قداستها، كانت المحركة الأولى لنشاط مكثف من المشورة الروحية التي شملت جميع فئات الناس: النبلاء ورجال السياسة، الفنانين وعامة الشعب المكرسين، والكهنة بما فيهم البابا غريغوريوس الحادي عشر الذي كان يقيم آنذاك في أفينيون، والذي حثته كاترينا بعزم وفعالية على العودة إلى روما. ردَّت السلام والوفاق الى المدن الايطالية.

 

سافرت كثيرًا لالتماس الإصلاح الداخلي للكنيسة وتعزيز السلام بين الدول. ولهذا السبب أيضًا، أراد البابا يوحنا بولس الثاني إعلانها إحدى شفعاء أوروبا، لكي لا تنسى القارة القديمة الجذور المسيحية التي تشكل أساس دربها، ولكي تستمر في غرف القيم الأساسية الضامنة للعدالة والوئام من الإنجيل.

 

عانت كاترينا كثيرًا كالعديد من القديسين. واعتقد البعض أنه كان ينبغي الحذر منها لدرجة أن رهبنة الدومينيكان العامة استدعتها إلى فلورنسا لاستجوابها وذلك سنة 1374 أي قبل وفاتها بست سنوات. عُين لها أخ مثقف ومتواضع هو رايموندو من كابوا، رئيس عام الرهبنة المستقبلي. وبعد أن أصبح معرفها و"ابنها الروحي"، كتب أول سيرة كاملة عن حياتها.

 

نستطيع أن نفهم السبب الذي لطالما دفع كاترينا المدركة لأخطاء الكهنة البشرية إلى الشعور باحترام كبير تجاههم. فمن خلال الأسرار والكلمة، ينشر هؤلاء القدرة الخلاصية لدماء المسيح. ولطالما دعت قديسة سيينا الخدام المقدسين والبابا الذي كانت تسميه "مسيح الأرض العذب" إلى أن يكونوا أمناء لمسؤولياتهم، وذلك فقط ودومًا بدافع محبتها العميقة والثابتة للكنيسة. قبل وفاتها قالت: "فيما أترك جسدي، فقد قضيت وقدمت حياتي في الكنيسة ومن أجل الكنيسة المقدسة الأمر الذي أعتبره نعمة استثنائية.

 

في عام 1375 تلقت القديسة كاترين جروحات المسيح. كانت هي وحدها ترى الجروحات حيث طلبت من الله ذلك. كان يتنازعها، طيلة الحياة، حب ملتهب لله وللقريب، وعطش الى التأمل في المسيح على الصليب، والى خدمة الكنيسة التي تمزّقها الانقسامات. سعت الى توطيد الحياة المسيحية في نفوس المؤمنين.

 

كتابتها جليلة التعليم، دقيقة المعاني، رفيعة الوحي، جزيلة الفائدة للمؤمنين. أقامها البابا بولس السادس معلّمة للكنيسة. وتوجد عقيدتها في حوار العناية الإلهية أوكتاب العقيدة الإلهية، إحدى روائع الأدب الروحي، وفي رسائلها ومجموعة الصلوات. يحتوي تعليمها على ثروة كبيرة دفعت البابا بولس السادس إلى إعلانها سنة 1970 معلمة للكنيسة، هذا اللقب الذي أضيف إلى لقبها كإحدى شفعاء مدينة روما بقرار من البابا بيوس التاسع، وكشفيعة إيطاليا بقرار من البابا بيوس الثاني عشر. وأعلنت قديسة سنة 1461. فلتكن صلاتها معنا.