موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
روح وحياة
نشر الأربعاء، ٢٦ مايو / أيار ٢٠٢١
26 أيار: القديس فيليب نيري، الكاهن والملقّب بـ"رسول روما الثاني"

إعداد الأب وليم عبدالمسيح سعيد الفرنسيسكاني :

 

ولد في 22 تموز 1515 بإقليم فلورنسا بإيطاليا لأب يعمل محاميًا وأم تنتمي لفئة النبلاء في الإقليم (عائلة موشيانو).

 

تلقّى تعليمه الأساسي في دير سان ماركو للدومنيكان وهو الدير الأشهر في فلورنسا.

 

عندما بلغ فيليب 18 عامًا من عمره، سافر إلى عمّه "رومولو" وكان تاجرًا ثريًا في مدينة سان جرمانو ليساعده في أعماله التجارية على أمل أن يرث ثروته، وقد اكتسب ثقة عمّه ومحبته، إلا أن تفكيره تحول بعد فترة قصيرة عن هدف الثروة وانصرف عن الإهتمام بأمور العالم تمامًا وكانت هذه الفترة هي بداية إحساسه بالدعوة التكريسية.

 

في عام 1533 وهو مازال في الثامنة عشر من عمره قرّر السفر إلى روما حيث عَمِل في البداية كمُدَبِّر لمنزل شخصية أرستقراطية من فلورنسا، وفي نفس الوقت ظلّ 3 سنوات تحت إرشاد الآباء الأغسطينيين. بدأ خدمته لمدة 5 أعوام مع العمّال الكادحين الفقراء بتنميتهم روحيًا ومساعدتهم ماديًا ومحاولة مساعدتهم في نوال حقوقهم من المجتمع بتوفير حياة كريمة لهم، كما شملت خدمته رعاية السيدات اللاتي رجعن إلى الرب وتُبن عن أعمال الدعارة، من خلال تنميتهم الروحية التي هي أهم من توفير دخل ثابت لهن حتى تكون توبتهم خالصة وعن قناعة وليست صفقة أو مساومة.

 

ثم بدأ خدمة في عام 1538 في كل أنحاء روما بالطواف في شوارعها وتَحيُّن الفرص لخلق حوار مع الناس –حوار روحي وإيماني– جعله قادرًا على إرشادهم لروح الله وصوته. كانت هذه الجهود والخدمات سبب تلقيبه بلقب "رسول روما"، وهو اللقب الذي لازمه حتى نهاية حياته وظلّ على هذه الخدمة لمدة 10 سنوات.

 

في عام 1548، وكان إكليريكيًا، وجد بمساعدة مرشده الروحي الأب "بيرسيانو روسّا" طريقة لإنشاء جمعية تهتم بأفواج السواح الفقراء –سُواح روحيين– المسافرين لزيارة روما في سنة اليوبيل. كذلك تكون مسؤولة عن إسعاف وعلاج المرضى الذين لا تستوعبهم المستشفيات وتضطر لتسريحهم برغم أنهم مازالوا ضعفاء وغير قادرين على العمل.

 

في عام 1551 أنهى دراسته الإكليريكية وأصبح شماسًا ثم تمت سيامته الكهنوتية. أصبح فيليب نيري كاهنًا في سنّ السادسة والثلاثين من عمره وفي نفس عام السيامة لاحت له فكرة التبشير في الهند إلا أن رفاقه أقنعوه بالعدول عن الفكرة نظرًا لوجود الكثير من الخدمات التي تحتاج وجوده في روما.

 

في مستشفى سان جيرولامو بدأ مع أصدقاءه بشكل تجريبي في عام 1556 إنشاء "قاعة الاجتماع" أو "المصلى"، وهو مكان للصلاة والتسبيح وقراءة الكتاب المقدس يُقيم فيه لقاء أسبوعي يتم فيه قراءة الكتاب المقدس وأقوال آباء الكنيسة الأوائل. بعد الصلاة والتسبيح، يتبع ذلك مناقشة مفتوحة وأسئلة يطرحها الحاضرين. وكان المقصود بهذا الاجتماع تنمية ونهضة المسيرة الروحية للعلمانيين وتقوية علاقتهم بالكتاب المقدس. نمى الاجتماع وأصبح يتولى خدمات يتم توزيعها على الحاضرين للقيام بها في جميع أنحاء روما.

 

كان يقضي ساعات طويلة في الوعظ والتعليم وسماع الإعترافات، وكان سبب نهضة روحية لروما وقتها، إذ عاد إلى الله من خلال خدمته المباركة كثيرين. وكان يملك روح دعابة قوية، حيث كان يعتقد أن الشخص المُبتسِم هو الأكثر قُربًا لروح المسيحية من العابس الوجه لأن المسيحية هي إيمان مُفرِح، ومن نوادره في إطار روح الدعابة. لقد قام بحلاقة نصف شاربه ونصف لحيته ليقوم بإضحاك بعض أطفال الملاجىء التي كان يزورها مع حاضري اجتماعاته كأعمال خدمية.

 

هو واعِظ قوي ومُمَيَّز ومُصلِّي حار وغير تقليدي مع كونه كاهن متبتل عادي غير منتمي لأي رهبنة. كذلك هو لم يكن مُغَيِّر في تعاليم وعقائد المسيحية وروحانياتها لكنه كان مُجَدَّدًا في إسلوب التعليم والتعامل مع العلمانيين من الشعب بشكل متوافق مع قاماتهم الروحية ودون الخلط بين مجتمعهم ومجتمع المُكَرَّسين والإكليريكين.

 

تُوُفّيَ الأب نيري في الساعات الأخيرة من يوم 25 أيار 1595 بعد يوم حافل بتلقّي الإعترافات ومقابلة راغبي الاسترشاد، حيث أصيب بنزيف حاد في مُنتصَف الليل، فتوافد عليه تلاميذه لتلقّي البركة منه قبل رحيله فباركهم بإشارة الصليب حيث لم يكن قادراً على الكلام ثم فاضت روحه.

 

تم تطويبه عن يد البابا بولس الخامس عام 1615.

 

وأعلنت قداسته عن يد البابا غريغوريوس الخامس عشر عام 1622.

 

فلتكن صلاته معنا.