موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر السبت، ٣٠ يوليو / تموز ٢٠٢٢
175 عامًا على إعادة تأسيس البطريركيّة اللاتينيّة في القدس... وتستمرّ المسيرة
أصدر مكتب إعلام البطريركيّة اللاتينيّة فيديو خاص باللغة الإنجليزيّة بمرور 175 عامًا على إعادة تأسيس البطريركيّة اللاتينيّة. وفيما يقدّم موقع أبونا الترجمة العربيّة، فإنّه يرفع التهنئة القلبيّة لحجارة البطريركيّة اللاتينيّة الحيّة في هذه المناسبة العزيزة. كما يستذكر، بالصلاة والامتنان، جميع الأشخاص الذين رحلوا إلى ديار النور، وعملوا بجدٍ وإخلاص لكي نحتفل اليوم بهذه المسيرة اليوبيليّة، داعيّن السيد المسيح، ابن هذه الأرض المباركة، أن يقود عمل كنيسته ورسالتها الساميّة في تعزيز الحضور المسيحي في الأرض المقدّسة.

أبونا :

 

تحتفل البطريركيّة اللاتينيّة في القدس بمرور 175 عامًا على إعادة تأسيسها.

 

قرّر البابا بيوس التاسع إعادة تأسيس بطريركيّة القدس للاتين في 23 تموز 1847، بعد مرور أكثر من 500 عام من عدم إقامة بطريرك لاتيني في الأرض المقدّسة. جاء ذلك من خلال إصدار رسالته البابويّة: "لم تَشْتَهر"، وجاء فيها: "أنّ مقام الكرسي الأورشليمي لقدمه، ولما يتمتّع به من الحقوق الأصليّة والظروف الراهنة، تقتضي أن نُرسل مجدّدًا إلى مدينة القدس بطريركًا على حسب الطقس اللاتينيّ".

 

بعد أقل من ثلاثة أشهر، وتحديدًا في 3 تشرين الأول 1847، عُيّن الأب جوزيف فاليرغا بطريركًا للاتين في القدس، ونال السيامة في روما يوم 10 تشرين الأول. وبعد تعيينه، ركّز فاليرغا على أمر أساسيّ واحد: تأسيس الإرساليّات. فبعد إنشاء المعهد الإكليريكيّ في القدس في 1852، تمّ إرسال مرسلين إلى مختلف أنحاء الأرض المقدّسة بهدف تأسيس رعايا وكنائس ومدارس كلما استطاعوا.

 

ورويدًا، بُنيت الكنائس، وافتُتحت المدارس، وبدأ المؤمنون بالانضمام إلى الرعايا، وبذلك أُعيدت الحياة مُجدّدًا إلى البطريركيّة اللاتينيّة. بدأت الدعوات تقطر من كل حدب وصوب. ومع حضور الكهنة والرهبان والراهبات، تمّ عقد مبادرات راعوية وروحيّة واجتماعيّة عدّة، وتمّ الاحتفال بالأعياد المسيحيّة في كلّ الرعايا، فيما أمّت القدس حشودًا من المؤمنين للمشاركة في الاحتفالات المركزيّة.

 

في عهد البطريرك براكو، تمّ تأسيس رهبانيّة الورديّة المقدّسة، والتي تُعدّ أقدم رهبانيّة كاثوليكيّة نسائيّة عربيّة. وقد عُهدت إليها مهمّة تدريب وتعليم النساء في مختلف مناطق الأرض المقدّسة. واليوم، تتواجد راهبات الورديّة في الرعايا والمدارس والعديد من المؤسّسات المسيحيّة. كذلك، تعمل البطريركيّة اللاتينيّة يدًا بيد مع حراسة الأراضي المقدّسة الفرنسيسكانيّة، التي عُهدت لها رسالة الاعتناء بالأماكن المقدّسة لأكثر من 800 عام.

 

وبالرغم من الحروب العديدة التي مزّقت البلاد، ما تزال البطريركيّة اللاتينيّة حاملة لرسالتها في دعم الحضور المسيحيّ في الأرض المقدّسة. وهذا العمل قد تم دعمه منذ العام 1847 من قبل جمعيّة فرسان القبر المقدّس الخيريّة، التي تقدّم أيضًا إسهامات جليّة، روحيّة كانت أم ماديّة للكنيسة الأمّ، من خلال الصلوات والتبرعات وتنظيم زيارات الحج إلى الأماكن المقدّسة.

 

إنّ تلخيص 175 عامًا من حضور البطريركيّة اللاتينيّة بتقديم لمحة تاريخيّة موجزة عن العمل، لا يعكس بطبيعة الحال روح كنيسة القدس، فالأرض المقدّسة هي أيضًا أرض الحجارة الحيّة، والتي بدونها لم يكن من الممكن تحقيق أي شيء.

 

إنها أرض البطاركة والأساقفة الذين ساهموا على مرّ العقود في بناء ما يسمّى اليوم البطريركيّة اللاتينيّة الأورشليميّة. كما أنها أرض الكهنة والرهبان والراهبات والنُساك والإكليريكيين؛ ربما تغيّر مظهرهم وعاداتهم خلال المائة وخمسة وسبعين عامًا، لكن روحهم ظلت كما هي. كما أنّ الأرض المقدّسة، أولاً وقبل كل شيء، أرض الشعب، المسيحيين، المؤمنين، الذين منذ الإرساليّة الأولى في بيت جالا، إلى كنيسة القيامة في يومنا الحاضر، يشكّلون حجارة كنيسة القدس الحيّة.

 

 

فيما يلي الفيديو المعدّ من قبل مكتب إعلام البطريركيّة في هذه المناسبة العزيزة: