موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر
ترأس الكاردينال بييرباتيستا بيتسابالا، بطريرك القدس للاتين، الأحد 22 كانون الأوّل 2024، قداس عيد الميلاد المجيد، في كنيسة العائلة المقدّسة في غزة، برفقة الكهنة والراهبات وأبناء الرعيّة. وتُعدّ هذه الزيارة هي الثانيّة لغبطته منذ بدء الحرب، حيث قام بزيارة تضامنيّة في أيار الماضي.
وتأتي هذه الزيارة التضامنيّة بمناسبة عيد الميلاد المجيد، إلى الرعيّة الكاثوليكيّة الوحيدة في القطاع، بعد يوم واحد من كلمات البابا فرنسيس عندما صرّح في مستهلّ خطابه لأعضاء الكوريا الرومانيّة، أمس السبت، بأنّه "لم يُسمح للبطريرك [بطريرك القدس للاتين] بدخول غزة، كما وعدوا". وندّد قداسته بالقصف الإسرائيلي، موضحًا بأنّ "هذه وحشيّة، وليست حربًا".
وفي عظته خلال القداس، أعرب الكاردينال بيتسابالا عن سعادته لوجوده من جديد في غزة.
ونقل غبطته تحيّات جميع المؤمنين، ليس فقط من الأرض المقدّسة، بل من العالم أجمع. وقال مخاطبًا المؤمنين: "لا تفقدوا الرجاء، لأنّ عيد الميلاد هو عيد النور، ولأنّ نور المسيح في وسطكم"، وهذا ما يعبّر عنه إنجيل عيد الميلاد، فالله عمانوئيل - أي في وسطنا.
وأشار إلى أنّه ورغم الأوضاع الصعبة في القطاع المحاصر، إلا أنّ ذلك لا يمنع من أن يكون للمسيحيين رسالة يقدّمونها إلى العالم أجمع، وهي اختيار النور بدلاً من الظلام، وأن يكون الاعتماد على الله وليس على البشر، مشدّدًا على أنّ الكراهيّة يجب ألا تدخل إلى القلوب. فإن رغب المسيحيّ أن يكون نورًا، فعليه أن يتحرّر قلبه لكي يبقى للسيّد المسيح وحده.
وقال: "علينا أن نكون صامدين، وأن نصلّي من أجل نهاية هذه الحرب، وأن نكون على قناعة كاملة أنّه مع المسيح لا يوجد شيء يمكن أن يغلبنا". وأضاف الكاردينال بيتسابالا: "لا أعلم كيف ومتى ستنتهي هذه الحرب! فكلّ ما نصل إلى نقطة قريبة من النهاية، فعلينا أن نبدأ من جديد!".
لكنه قال أنه "عاجلاً أم آجلاً ستنتهي هذه الحرب. وعند انتهائها، سنبني كل شيء؛ سنبني مدارسنا ومستشفياتنا وبيوتنا.. وكونوا على ثقة دائمة بأنّنا لن نترككم أبدًا، وسنعمل كل شيء لدعمكم ومساندتكم". وأضاف: "الكنيسة فخورة بكم، ليس بسبب شيء خاص، بل لأنكم بقيتم كما أنتم: مسيحيون تنتمون للمسيح"، داعيًّا المؤمنين إلى تعزيز الوحدة فيما بينهم، "لكي نُبقي نور المسيح هنا في غزة، وفي منطقتنا، والعالم".
وأوضح بأنّه على الرغم من العنف الكثير، إنما كان هنالك العديد من المعجزات. فوسط الظلمات، هنالك كثير من الأشخاص الذين يقدمون المساعدة. وأنّ الأمر الذي تقوم به الكنيسة، مردّه إلى أنّ هنالك أشخاص، ليس من العالم المسيحي فحسب، بل من العالم كلّه.
وجدّد غبطته التأكيد على أنّ "الحرب ستنتهي، وسنبني من جديد"، لكنّ "علينا أن نحافظ على حرية قلوبنا، لكي نكون أحرار لإعادة البناء". وقال: "نحن نحبكم. لا تخافوا. ولا تخافوا أبدًا. ولا تستسلموا". وخلص بطريرك القدس للاتين إلى القول: "ليحمل عيد الميلاد النور لكل واحد منكم. لا تخافوا، فلن يستطيع أي شخص أن يسلب منكم نور المسيح. استمرّوا وأدوا شهادة المسيحية الصالحة".