موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر
بحضور سمو الأميرة وجدان الهاشمي، رئيسة الجمعية الملكية للفنون الجميلة، وسمو الأميرة رجوة بنت علي، افتتح مساء الأربعاء 28 آب 2024، في المتحف الوطني للفنون الجميلة، معرض الصور الفوتوغرافية الأرشيفي لنشأة الكنيسة اللاتينية في الأردن.
واشتمل المعرض الذي حضر افتتاحه وزيرة الثقافة هيفاء النجار، وعدد من السفراء الأجانب في الأردن، ورجال الدين المسيحي، على 107 لوحات مختلفة الأحجام لصور فوتوغرافية باللونين الأبيض والأسود.
والمعرض الذي نظمته جمعية أصدقاء مهرجانات الأردن، ويأتي بالتزامن مع مناسبة اليوبيل الفضي لتولي جلالة الملك عبد الله الثاني سلطاته الدستورية والذكرى الثلاثين لتأسيس معهد الدراسات الدينية، ومرور 30 عامًا من العلاقات الدبلوماسية بين الكرسي الرسولي والأردن، عكست لوحاته نشأة الكنيسة اللاتينية وتواجدها في مختلف مناطق المملكة في الفترة الزمنية 1860-1960.
ويضم المعرض الذي يستمر لغاية 28 من الشهر المقبل، مجموعة من الصور الفوتوغرافية بتنسيق من الأب الدكتور جان ميشيل دي تاراغون، والتي توثق جذور الكنائس اللاتينية في الأردن، حيث أن بعض هذه الصور تعود لأكثر من 150 عامًا، وجرى الحصول عليها بشكل رئيسي من الأرشيف التاريخي للبطريركيّة اللاتينيّة في القدس، وأرشيفات خاصة أخرى.
وتقدّم صور المعرض الذي جاء بدعم من هيئة تنشيط السياحة، وبالتعاون مع الأرشيف التاريخي للبطريركية اللاتينية في القدس، والمعهد الملكي للدراسات الدينية، والمتحف الوطني الأردني للفنون الجميلة، وتنسيق وتنفيذ المعرض من دارة التصوير، لمحة عن الجمال المعماري والحياة الرعوية والزراعية والإرث الثقافي.
كما جرى على هامش المعرض الذي يقدم لزواره فرصة لاستكشاف تاريخ وإرث رعايا الكنيسة اللاتينية في جميع أنحاء الأردن بتلك الحقبة الزمنية، إطلاق كتاب صور فوتوغرافية للمصورة ليندا خوري يحتوي على مزيج من الصور الأرشيفية والصور الحديثة للكنائس في الأردن من مختلف الطوائف، ويعد الكتاب وثيقة حية للإرث الديني والتاريخي للأردن.
وحول بداية مشروع المعرض، أوضح الأب جان ميشيل دي تاراغون أنّه بالتعاون مع الآباء الدومينيكان في المعهد الفرنسي لدراسة الكتاب المقدّس والآثار في القدس، جرت عملية رقمنة جزء كبير من مجموعة الصور الفوتوغرافيّة المهمّة للبطريركيّة اللاتينيّة، حيث بدأ العمل عام 2001 برقمنة مجموعة مكوّنة من 14 ألف صورة فلم (نيجاتيف) من الألواح الزجاجيّة. بعد الانتهاء من مجموعة الدومينيكان، وبالاستفادة من الخبرة المكتسبة، والمواد المتوفرة في المعهد، طلبنا في عام 2014 الإذن بالإطلاع على مجموعة الصور الفوتوغرافيّة للبطريركيّة اللاتينيّة في القدس بهدف رقمنتها، حيث قابلنا المطران وليم شوملي، النائب البطريركي في القدس، آنذاك بكل رحابة صدر، وأعطى موافقته على الرقمنة، وهكذا بدأ التعاون مع الأب جورج أيوب من المستشاريّة.
أضاف: في البداية، شمل المشروع العديد من ألبومات الصور الفوتوغرافيّة الموجودة في إكليريكيّة بيت جالا، ومعظمها من تصوير الأب ميدبييل الذي كان يعمل مدرسًا في الإكليريكيّة. كانت تعليقات الصور الفوتوغرافيّة المصلقة على الألبومات مكتوبة باللغة الفرنسيّة، وهي اللغة الأم للأب ميدبييل. لم يتم العثور على نيجاتيف للأب ميدبييل؛ فالصور الضوئيّة جميعها عبارة عن مطبوعات ورقيّة صغيرة ملصقة على صفحات الألبومات ورتبة حسب الموضوعات، عن فلسطين وشرق الأردن والإكليريكيّة والبطاركة الراحليين... وقد استكمل عدد من الآباء الآخرين ألبومات الأب ميدبييل المصورة، حيث وجدنا بعد التسميات التوضيحيّة باللغة الإيطاليّة، وبعضها باللغة العربيّة. وقد قام الأب عزيز حلاوة، مدير الأرشيف التاريخيّ للبطريركيّة اللاتينيّة في القدس، مؤخرًا بجمع الألبومات الكاملة ورقمنتها، وقد قمنا باستعارة الألبومات لمسحها ضوئيًا في المعهد. وقد بلغ عدد الصور الممسوحة ضوئيًا 3 آلاف صورة.
تابع الأب تاراغون: بعد أن قام مكتب الأرشيف التاريخيّ للبطريركيّة اللاتينيّة، الذي يديره الأب عزيز حلاوة، برقمنة عدد كبير من الوثائق الورقيّة، أصبح بإمكانه الآن، وبفضل هذه المعدات، رقمنة الصور الفوتوغرافيّة أيضًا، مما أدى إلى توفر مجموعة جديدة من الصور الفوتوغرافيّة لتُكمل تلك التي تمّ مسحها ضوئيًا من قبل الآباء الدومينيكان ومعالجتها في الفوتوشوب من قبل المتطوّع الفرنسي السيّد سيرج نيغر.
حول المعرض، أشار إلى أنّه يضم بشكل رئيسي صورًا من البطريركيّة اللاتينيّة، بدءًا من ألبومات الأب ميدبييل، ومأخوذة من صور فوتوغرافيّة قمنا بمسحها ضوئيًا؛ وهناك مجموعة ثانيّة أصغر حجمًا من الرقمنة الأخيرة التي قام بها مكتب الأب عزيز حلاوة. ويكتمل المعرض بصور لراهبات الورديّة من الدير الرئيسي في بيت حنينا بالقدس، أعارتنا إياها الأم الرئيسة العامة قبل بضع سنوات. كما قمنا أيضًا برقمنة صور الآباء اليسوعيين في القدس، من المعهد الحبري للكتاب المقدّس (حوالي 2200 صورة ضوئيّة). أخيرًا، تكرّم السيّد فؤاد الأشقر من عمّان، بإعارتنا بعض الصور الفوتوغرافيّة لقرية شطنا حيث كان الأب فروجي، شقيق والدته، كاهنًا للرعيّة هناك. وقامت المصورة ليندا الخوري بإعداد الملفات الرقميّة للتكبير للمعرض وللكتاب.