موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
روح وحياة
نشر الخميس، ١٤ أكتوبر / تشرين الأول ٢٠٢١
14 تشرين الأول: القديس كاليستس الأول، البابا الشهيد

إعداد الأب وليم عبدالمسيح سعيد الفرنسيسكاني :

 

ولد كاليستس فى النصف الثاني من القرن الثاني في روما وجلس على كرسي القديس بطرس بعد وفاة البابا سيفـرينـس الذي مات شهيدًا. فأحسن كاليستس القيام بسياسة الكنيسة وتدبيرها. وقد دامت حبريته خمسة أعوام، من العام 217 إلى العام 222.

 

من أعماله أنه بني في روما كنيسة القديسة مريم، وراء نهر تيبر. وبنى أيضًا أكبر مقبرة على طول طريق آبيا والمعروفة اليوم بدياميس القديس كاليستس، بقصد أن يدفن فيها جثث الشهداء المسيحيين الذين استشهدوا بسبب إيمانهم المسيحي. وهو الذي رسم في الكنيسة اللاتينية صوم الأزمنة الأربعة، وقصد بذلك أن يقدّم الشكر الجزيل لله على نعمه وإحساناته التي يجود بها على الناس على مدار السنة، وتطلب منه البركة لثمار الأرض. وسنّ غير ذلك من القوانين والمراسيم.

 

كان غيورًا في نشر الديانة المسيحية. وجاد الله عليه بعمل الآيات والمعجزات. وانضم كثير من الوثنيين إلى المسيحية لما شاهدوه فيه من قداسة السيرة وكثرة العجائب الباهرة الجارية على يديه. ومن أعجب ما حدث انه إذ كان الجنود يطلبون كاليستس ليقبضوا عليه ويعذبوه، اعتراهم العمى فجأة، وشاهد ذلك بلماقيوس أحد أرباب الوظائف في روما الذي صار مسيحيًا هو وامراته و40 شخصًا كانوا معه. وصار أيضًا مسيحيًا سمبلقيوس و68 شخصًا من عائلته بسبب عجائب كثيرة تمت على يدي البابا كاليستس. هولاء قتلوا أيضًا بسبب إيمانهم المسيحي.

 

فلما رأى الملك كثرة الأشخاص الذين صاروا مسيحيين بسبب كاليستس، أمر بسجنه وصار يجلده كل يوم. ومكث الحبر القديس في السجن لمدة خمسة أيام لا يأكل ولا يشرب شيئًا، وهو مواظب على الصلاة. ظهر له السيد المسيح ليقويه ويثبته على إيمانه. وشفى أحد الجنود من قروح كانت في جسمه. فلما بلغ ذلك ألكسندر سيفيروس الملك، امتلأ غضبًا وأمر من ساعته فطرحوه من طاقة شاهقة فى قصره إلى الأرض، ثم وضعوا في عنقه حجرًا كبيرًا وألقوه في البئر، ورموا فوقه حجارة كثيرة. وبذلك نال كاليستس البابا إكليل الشهادة. وبعد مرور سبعة عشر يومًا جاء إلى البئر أحد الكهنة وبصحبته بعض رجال الإكليروس، فاستخرجوا جسده من البئر، ثم حملوه إلى المقبرة التي على طريق الأورلياني، ودفن فيها بكل إكرام. فلتكن صلاته معنا.