موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الثلاثاء، ٢٥ أكتوبر / تشرين الأول ٢٠٢٢
قدّاس في كنيسة دير مار أفرام السرياني في ماردين لأوّل مرة منذ مائة عام
البطريرك يونان مترئسًا القداس في كنيسة دير مار أفرام السرياني في ماردين (تصوير: وكالة الأناضول)

البطريرك يونان مترئسًا القداس في كنيسة دير مار أفرام السرياني في ماردين (تصوير: وكالة الأناضول)

أبونا :

 

تمّ يوم الخميس الموافق 13 تشرين الأوّل 2022، إعادة تكريس كنيسة دير مار أفرام السرياني التاريخي في مدينة ماردين، في جنوب شرق الأناضول، جنوب تركيا، وهي المنطقة التي كانت تشكّل في يوم من الأيام قلب الجماعة المسيحيّة السريانيّة.

 

وترأس البطريرك إغناطيوس يوسف الثالث يونان، بطريرك الكنيسة السريانيّة الكاثوليكيّة، رتبة إعادة تقديس وتكريس الكنيسة، واحتفل على المذبح الجديد بأوّل قداس إلهي منذ مائة عام. وحضر القداس السفير الفاتيكاني في أنقرة المطران ماريك سولتشينسكي، والنائب البطريركي للسريان الكاثوليك في تركيا الخورأسقف أورهان شانلي، ولفيف من الأساقفة والكهنة من مختلف الكنائس، وحشد من المؤمنين.

 

وضع حجر الأساس لدير مار أفرام السرياني عام 1881، وتمّ تقديس الكنيسة وافتتاح الدير عام 1884. وإبّان الحرب العالمية الأولى عام 1916، استولى عليه الجيش العثماني وأصبح حامية له. وفي تشرين الثاني 1918 انتهت الحرب، فعاد إلى استعماله الطبيعي.

 

وبعد فترة وجيزة، وتحديدًا في العام 1922 تمّ استخدام الدير كمستشفى عسكري، ومن ثمّ كسجن. وفي السنوات الأخيرة أصبح الدير بمثابة مصنع للفحم ومستودع. وخلال كلّ هذه الاستعمالات، تمّ تغيير معالم الكنيسة والدير، وبالتالي هُدمت الكنيسة. ثمّ، وبفضل مشاريع إعادة البناء والإعمار والتأهيل، تمّت إعادة الكنيسة إلى حلّتها الأولى بتقنيات ملائمة.

 

صلاة التكريس

 

وكرّس البطريرك يونان الكنيسة بحسب الطقس السريانيّ الأنطاكيّ. وخلال الرتبة قام غبطته بمسح المذبح بزيت الميرون المقدّس، وكذلك واجهته الخلفيّة، ثمّ مسح جهات الكنيسة وأبوابها بالزيت، وسط جوّ من الخشوع والفرح الروحي، مع التصفيق والتهليل والزغاريد. من بعدها، قام بإكساء المذبح الرئيسي الكبير بالحلّة الكنسية البهيّة، من ثمّ ترأس القداس الإلهي.

 

وفي عظته، أشار غبطته إلى الآية المكتوبة بالسريانيّة فوق الصليب الكبير المرفوع وراء المذبح: "أنظروا إليه وترجّوا به"، حيث شجّع المؤمنين على النظر بشكل دائم نحو يسوع المصلوب، وأن يضعوا كلّ رجائهم". ولفت غبطته إلى أنّ إعادة تقديس الكنيسة جاءت "كثمرة على عمل الرهبان المجتهدين الذين بنوه وصلّوا فيه، ولطالما نظروا إلى يسوع المصلوب".

 

وخلص البطريرك إغناطيوس يوسف الثالث يونان عظته خلال القداس الاحتفاليّ موجهًا الشكر إلى الخورأسقف شانلي، وإلى أعضاء لجنة ماردين، وجميع الذين ساعدوهم، سواء بصلواتهم، أو دعمهم، أو عطاءاتهم وتبرّعاتهم"، كما وجميع الذين شاركوا في الاحتفال، والوفود التي أتت من سوريا ولبنان والعراق والولايات المتحدة، ومن مختلف المناطق التركيّة.