موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأحد، ١٤ سبتمبر / أيلول ٢٠٢٥
في الأرجنتين: أوّل مزار في العالم مكرّس للقديس كارلو أكوتيس

فاتيكان نيوز :

 

في تشاكراس دي كوريا، ضمن أبرشية مندوزا في الأرجنتين، يتشكّل مشروع فريد من نوعه: بناء أوّل مزار في العالم مكرّس للقديس كارلو أكوتيس، الشاب الإيطالي الذي أعلن البابا لاون الرابع عشر قداسته يوم الأحد ٧ أيلول سبتمبر، مع بييرجورجيو فراسّاتي. وُلدت المبادرة من لقاء كاهنين مع الجماعة المحلية، وبإرشاد ودعم رئيس الأساقفة المونسنيور مارسيلو كولومبو، ومع موافقة البابا فرنسيس. ويريد هذا المكان أن يكون فسحة للّقاء الروحي والعبادة، ومنارة إيمان لشباب العالم أجمع.

 

ويشرح الأب أوسفالدو سكاندورا، كاهن رعيّة كنيسة سيدة المعونة الدائمة، لوسائل الاتصال الفاتيكانية كيف وُلدت الفكرة: "منذ عشر سنوات ونحن نبحث عن مكان جديد للرعية التي تنمو ديموغرافيًا وتحتاج إلى مرافقة. وقد تزامنت هبة قطعة أرض مع الرغبة في تكريسها للقديس كارلو أكوتيس. كل هذا يؤكّد أنّه مشروع من الله، لا من شخص أو جماعة بعينها". ويتحدث الكاهن أيضًا عن خبرة روحية دفعتهم إلى اتخاذ هذا القرار: "في ٢٧ حزيران يونيو، في عيد العذراء مريم سيدة المعونة الدائمة، شعرنا برائحة عطر العذراء. أحسسنا أنّها تبشّر بولادة ابن جديد، وهذا الابن هو القديس كارلو أكوتيس".

 

إنَّ الأعمال التي بدأت منذ ثلاثة أشهر تشمل بناء كنيسة، موقف سيارات، بيت للكهنة، أماكن لقاء، مدرّج صغير، وكابلة صغيرة للسجود الدائم للقربان. ويقول الأب سكاندورا: "نريد أن نجعل الشباب رواد هذا المشروع، ونمكّنهم من تطوير قدراتهم وتعزيز الشبكة بين الأجيال التي يقترحها البابا فرنسيس: أحفاد وبالغون يعملون معًا لإعلان الإنجيل".

أما الأب ماريو بانيتا، كاهن رعيّة كنيسة سيدة الوردية، فيوضح أنّ وصول ذخيرة القديس كارلو أكوتيس في عام ٢٠٢٣ قد شكّل نقطة تحوّل في الأبرشية وفي حياة الشباب: ف"خلال وقفة الصلاة عشية إعلان القداسة، شارك العديد من الشباب رغم المسافات بين الرعايا. وقد نظّموها هم أنفسهم وعاشوا خبرة لقاء قديس شاب، شهادة حياة مكّنتهم من اكتشاف سموّ الإنجيل". ويشدّد الأب بانيتا على البعد الرقمي لرسالة كارلو أكوتيس: "إنَّ الشباب يعيشون في عالم الشبكات والتواصل الرقمي، لكنهم يحتاجون أيضًا إلى أن يتعلّموا كيف يلتقون بأنفسهم وبالله. وكارلو يتحدث عن الإفخارستيا كطريقه السريع إلى السماء؛ وأن نعلِّمهم هذا اليوم يعني أن نرافقهم في نموّهم الإنساني والروحي، من خلال استخدام التكنولوجيا كوسيلة للبشارة لا كبديل عن اللقاء الحقيقي".

 

ويتفق الكاهنان على أنّ المزار سيكون فسحة للّقاء والصلاة والارتداد، ليس فقط لجماعة مندوزا، بل للعالم أجمع. ويقول الأب سكاندورا: "إن كارلو يعلّمنا أنّ الحياة، حتى وإن كانت قصيرة، هي هبة علينا أن نقدّمها للآخرين. وتدعونا شهادته إلى عيش المحبة، والخروج من ذواتنا للقاء الله من خلال خدمة الآخرين". ويوجّه الأب بانيتا رسالة مباشرة إلى الشباب: "نشجّعكم على إطفاء أجهزتكم لبعض الوقت، وتشغيل "الواي فاي مع الله" والإصغاء إلى ذلك الصوت العذب الذي يكشف لكم قيمتكم والمعنى الأبدي لحياتكم. كثيرون يبحثون عن المعنى والسمو في أماكن مدمّرة، لكن القديس كارلو يعلّمنا أنّ هناك طريقًا آخر". لن يكون المزار مجرّد معبد، بل مكان مرافقة ونمو روحي. يقول الأب سكاندورا: "نريد أن يشعر الشباب أنّ بإمكانهم تطوير مواهبهم وأن يكونوا جزءًا فاعلًا في هذا المشروع، وأن نبني جميعًا فسحة يشعر فيه اكل شخص بالاستقبال والمرافقة والإصغاء".

 

وُضع حجر الأساس في 12 تشرين الثاني 2023. ويُقدّر أن تكتمل الأعمال في غضون ثلاث سنوات، تحت رعاية العناية الإلهية وبمشاركة فعّالة من الجماعة. إضافة إلى استضافة الرعية، سيضمّ المزار أماكن لقاء ومدرّجًا وكابلة للسجود الدائم، لكي تكون حياة كارلو أكوتيس مصدر إلهام لكل من يقصد تشاكراس دي كوريا. وكما يقول الأب بانيتا: "إنَّ التعرّف إلى قديس شاب مثل كارلو أكوتيس يبدّل قلب الشباب؛ فيكتشفون أنّه يمكنهم أن يعيشوا بشكل مختلف، أن يكونوا سعداء، وأن يشهدوا للإنجيل في حياتهم اليومية". ولذلك فإنَّ هذا المشروع يعد بأن يكون – كما تؤكد والدة كارلو أكوتيس – "منارة نور"، مكانًا تلتقي فيه البساطة والمحبة والإيمان مع التكنولوجيا والإبداع، ليقدّم للشباب خبرة فريدة من نوعها في اللقاء مع الله.