موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
روح وحياة
نشر الخميس، ٣ يونيو / حزيران ٢٠٢١
عيد جسد الرب ودمه الأقدسين

المكتب الرعوي التابع للبطريركية اللاتينية :

 

عيد جسد الرب ودمه الأقدسين من أهم الأعياد في السنة الليتورجية. يقع هذا العيد يوم الخميس الذي يلي أحد الثالوث الأقدس. وفي كنيسة القيامة، يحتفل به في هذا الخميس نفسه. أما في الرعايا، فقد نقلته الكنيسة إلى يوم الأحد التالي، كي يتسنى للمؤمنين المشاركة في هذا العيد المهم.

 

هنالك الكثير من الأسئلة حول سر الافحارستيا: هل المسيح حاضر في سر الإفخارستيا؟ هأذا ما نسأله دائماً:

 

إن الإفخارستيا هي شكر لله. فهي تذكرنا بالعشاء الذي أقامه يسوع مع تلاميذه يوم خميس الأسرار، أي عشية الآمه. وقد أكدّ يسوع نفسه حضوره في القربان القدس عندما قال: هذا هو جسدي، هذا هو دمي.

 

إن الاحتفال بسر الإفخارستيا هو تعبيرٌ مرئي لتذكار آلام الرب وقيامته. في الإفخارستيا الرب حاضرٌ حضوراً حقيقيا، ونتحد به ونصبح شركاء له ونصبح معه جسداً واحداً.

 

 

نتعرف الآن كيف أسّس يسوع هذا السر العظيم

 

في العشاء الأخير، قبل آلامه، وضع يسوع سر الإفخارستيا، كي تبقى ذبيحة الصليب حاضرة وفاعلة على مرّ الأجيال. هذا السر هو سر التقوى وعلامة الوحدة وغذاء لنا. نتناول جسد المسيح الذي يملأنا بنعمه. لهذا، طلب يسوع من الرسل أن يُقيموا الإفخارستيا إلى يوم مجيئه الثاني.

 

يقول يسوع في العشاء الأخير: "اصنعوا هذا لذكري". وصية يسوع واضحة. نحن نذكر دائماً أفعاله وأعماله ووصاياه، إلى أن يجيء مرة ثانية. والكنيسة اليوم تعمل بوصية الرب، وذلك منذ البداية ، حيث يذكر أعمال الرسل أن المؤمنين كانوا مواظبين على تعاليم الرسل وعلى كسر الخبز والصلوات، وكانوا يداً واحدة وأخوة بعضهم مع بعض.

 

 

الإفخارستيا في حياة الكنيسة

 

إن المسيح حاضرٌ بيننا دائماً في الإفخارستيا، لأن الخبز هو جسد المسيح ربنا والخمر هو دمه.

 

تحتفل الكنيسة بحضور المسيح في القداس الإلهي، فهي تسجد له. وأينما وُجد المسيحيون، يحتفلون بحضور المسيح بينهم. ودعانا يسوع أيضًا إلى تناول جسده ودمه في سر الافخارستيا: "الحقّ الحقّ أقول لكم: إذا لم تأكلوا جسد ابن الانسان وتشربوا دمه، فلنْ تكون فيكم الحياة". (يو ٦: ٥٣). إن التناول يعني الاتحاد بالمسيح: "من يأكلْ جسدي ويشرب دمي يثبتْ فيَّ وأنا فيه" (يو ٦: ٥٦). إن المناولة تُجدِّد وتُقوِّي وتُعمّق هذا الإندماج مع المسيح الذي بدأ بالمعمودية.

 

علينا في حياتنا اليومية، أن نتحد بالمسيح عن طريق التناول الذي يغذينا جسداً وروحاً، ويساعدنا على العيش بسلام وطمأنينة خاصة في الأوقات الصعبة التي نمر بها اليوم. علينا كعائلة أن يُشجع بعضنا بعضًا على المشاركة في القداس والصلاة وعلى تناول جسد ودم المسيح لكي نتحد به دائماً.

 

 

كيف نحتفل بعيد جسد الرب في بيوتنا؟

 

في بيوتنا، يمكن أن نضيء شمعة ونركع أمامها باتجاه الكنيسة، ونسجد ولو من بعيد ليسوع الحاضر في كنيستنا من خلال القربان الأقدس. بهذا تتعمق علاقتنا بيسوع.