موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأحد، ٢٢ يونيو / حزيران ٢٠٢٥
البابا: ليكن عيد جسد الرّب علامة منيرة لنا في التقاسم والمحبة

أبونا :

 

"الرب يقبل ويقدِّس ويبارك الخبز والخمر اللذين نضعهما على المذبح مع تقديم حياتنا، ويحوّلهما إلى جسد المسيح ودمه، قربان محبة من أجل خلاص العالم". هذا ما قاله البابا لاون الرابع عشر خلال كلمته في صلاة التبشير الملائكي، يوم الأحد.

 

وفي مستهلّ كلمته، ذكّر البابا المؤمنين والحجاج المحتشدين في ساحة القديس بطرس بأنّ الكنيسة تحتفل اليوم، في أماكن عديدة، بعيد جسد الرب ودمه الأقدسين، المعروف أيضًا باسم Corpus Christi. ثم انطلق قداسته من معجزة الخبز والسمك التي يرويها إنجيل القديس لوقا.

 

وقال "يصف المقطع كيف أنّ يسوع، ولإشباع آلاف الأشخاص الذين جاؤوا للإصغاء إليه وطلب الشفاء منه، قد دعا تلاميذه لأن يأتوا بالقليل الذي لديهم، ثمّ بارك الخبز والسمك، وأمرهم بتوزيعها على الجميع. وكانت النتيجة مفاجئة، حيث لم يحصل فقط الجميع على طعام كافٍ بل وفضل الكثير منه".

 

معجزة وعلامة

 

وأشار إلى أنّ "هذه المعجزة، بالإضافة إلى كونها أعجوبة، هي علامة، تذكرنا بأنّ عطايا الله حتى تلك الأصغر تنمو بقدر ما نتقاسمها". وشدّد الحبر الأعظم على أنّ المؤمنين، وهم يقرأون هذا المقطع خلال الاحتفال بجسد الرب ودمه، مدعوون إلى التأمل في "واقع أكثر عمقًا"، ألا وهي "مشاركة أكبر" تسبق كل مشاركة بشريّة، ألا وهي "مشاركة الله معنا".

 

وقال إنّ "الخالق الذي وهبنا الحياة، وكي يخلصنا سأل واحدة من خلائقه أن تكون له أمًا وتعطيه جسدًا هشًا، محدودًا، فانيًا مثل جسدنا، موكلاً نفسه إليها كما الطفل". وبهذه البادرة، "شارك الله فقرنا حتى الأعماق، حيث اختار أن يستخدم، كي يفدينا، ذلك القليل الذي يمكننا أن نقدم له".

 

ودعا البابا المؤمنين إلى التأمل في جمال العطاء؛ "فعندما نقدّم هدية، حتى وإن كانت صغيرة حسب إمكانياتنا، فإنّنا نستطيع رؤية كيف يثمِّن هذه الهدية مَن يتلقاها، وكم يسعدنا أن نشعر أن هذه الهدية رغم بساطتها توحدنا بشكل أكبر مع من نحبهم!".

تقاسم ومحبّة

 

وفي سرّ الإفخارستيا، يحدث أمر مماثل بيننا وبين الله.

 

وأوضح "فالله يتحد بنا متقبلاً بفرح ما نحمل إليه ويدعونا إلى أن نتحد معه بقبولنا وتقاسمنا بفرح مماثل عطية محبته". وهكذا، مستشهدًا بالقديس أغسطينوس، "فكما يتشكّل من حبوب القمح التي تتجمع خبز واحد، يتشكّل في وفاق المحّبة جسد المسيح الواحد".

 

وفي الختام، رفع البابا لاون الرابع عشر الدعاء بأن يكون الاحتفال بعيد جسد الرب ودمه الأقدسين "علامة منيرة لالتزامنا بأن نكون كل يوم، انطلاقًا من المذبح ومن بيت القربان، حمَلة شركة وسلام أحدنا للآخر في التقاسم والمحبة".