موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
روح وحياة
نشر السبت، ٢٠ نوفمبر / تشرين الثاني ٢٠٢١
الوردة مؤسسة راهبات الورديّة - 2
قداس إعلان قداسة ألفونسين، في ساحة القديس بطرس، الفاتيكان 17 أيار 2015

قداس إعلان قداسة ألفونسين، في ساحة القديس بطرس، الفاتيكان 17 أيار 2015

بقلم أشخين ديمرجيان :

 

أخويّة "بنات مريم" ودورهنّ في التأسيس

 

بعد أن بلّغت العذراء رسالتها للأخت ماري ألفونسين بتأسيس الرهبنة، أخذت تستعجل عمليّة التنفيذ، وشرعت تُلهم بعض الفتيات من "بنات مريم" في القدس وبيت لحم، الى الحياة الرهبانيّة. فأخذنَ يصلّينَ ويُكثرنَ من أعمال الصوم والتضحيات للحصول على نعمة تأسيس هذه الرهبنة.

 

هؤلاء الفتيات كنَّ ينتمين الى أعرق العائلات المسيحيّة في القدس وبيت لحم. وبعد تأكّدهنّ من رغبتهنّ في الحياة الرهبانيّة، توجّهنَ الى الأب يوسف طنّوس يطالبن بتأسيس الرهبنة. وجد الأب يوسف في طلبهنّ إشارة ربّانيّة جديرة بالبحث والتقدير، فأمعن في دراستها مليّاً بكلّ تفاصيلها. واستشار غبطة البطريرك براكو في الموضوع، فوافقه البطريرك وبارك المشروع. وكان للبطريرك فكرة عن الموضوع من الأخت ماري ألفونسين نفسها، التي توجّهت الى غبطة البطريرك بناءً على طلب سيّدتنا مريم العذراء، وأعلمَته برغبة العذراء في تأسيس "رهبنة الورديّة المقدّسة".

 

 

التفكير الجدّي في الرهبانيّة

 

بينما كان الأب يوسف غارقاً في التفكير في أمور تخصّ الرهبانيّة المُقترح تأسيسها، اذ أقبلت إليه الأخت ماري ألفونسين رسولة من قبل العذراء لتُطلعَه على رسالة هامّة فيها الحلّ لكلّ الصعوبات والعراقيل والجواب الشافي عن كلّ تساؤلاته. فاستولى عليه آنذاك الدهشة والذهول لأنّه شعر أنّ العذراء تجد له الحلّ المناسب لكلّ صعوبة. لكنّ الكاهن لم يفقد فطنته فسأل الراهبة بعض الأسئلة حتى يطمئن إلى رجاحة عقلها، مع أنّه كان يعرف الكثير عن فضائلها وغيرتها. واقتنع بصحّة الرؤى ومصدرها الالهيّ. وطلب منها أن تبدأ في تدوين مسودّة لقانون الرهبنة بناءً على ما سَمِعَته من العذراء. وبتدوين رواية الظهورات مفصّلة وبكلّ ما أوصَتْ به العذراء بشأن الرهبانيّة الجديدة، فالعذراء مريم نفسها تدخّلت وأوجدت هذه المؤسسة. لكن تدخّلها كان يجب أن يبقى خفيّاً على الكلّ ما عدا الأب يوسف وغبطة البطريرك والأخت ماري ألفونسين التي قامت بدور الأداة الربّانيّة المختارة لتحقيق رغبة العذراء مريم.

 

 

بدء تأسيس الرهبانيّة

 

بدأ تأسيس رهبانيّة الورديّة المقدّسة سنة 1880، حيث اجتمعت المجموعة الأولى المكوّنة من خمس فتيات في بيت صغير قرب البطريركية اللاتينية. وأطلق عليهنّ في البداية اسم "بنات مريم".

 

 

الدخول في رهبانيّة الورديّة

 

عندما تسلّمت الأخت ماري ألفونسين الأمر من العذراء للدخول في رهبانيّة الورديّة، تألّمت كثيراً لتركها رهبانيّة القديس يوسف التي قضت فيها 23 عامًا. ولكنّها بمساعدة غبطة البطريرك، دخلت رهبانيّة الورديّة بالطرق الكنسيّة القانونيّة، بعد ممانعة رؤسائها لها لخروجها من الدير. وبقيت الأمّ ماري ألفونسين راهبة متواضعة ولم تكشف سرّ الظهورات للراهبات في الدير.

 

 

الحقبة التي تأسست فيها الرهبانيّة

 

لقد تمّ تأسيس الرهبانيّة في القدس سنة 1883 برفقة ثمانية فتيات. هذه الحقبة كان يسودها الاستبداد السياسي والظلم الاجتماعي الذي مارسه الأتراك العثمانيون في حقّ العرب، خاصة المرأة التي كانت تعاني من ازدراء واضطهاد وعبوديّة الرجل وترزح في أغلال التخلّف والجهل في كلّ المجالات. أدركت الكنيسة أن المجتمع بحاجة الى العنصر النسائي ليساهم في ميدان التنشئة والتربية. وكانت الأخويات التي أسّسَتها الأم ماري ألفونسين بذرة صالحة ستساهم فيما بعد، أي بعد تأسيس رهبنة الورديّة المقدّسة، في محاربة الجهل ونشر الوعي الثقافي والتربوي. وقد تمّت الموافقة على قوانين الرهبنة عام 1897.

 

 

من أفكار الأمّ ألفونسين الروحانية

 

من المبادىء والأفكار التي اعتنقتها الأمّ ماري ألفونسين في حياتها نقتطف ما يلي: "الحبّ قوي كالموت. الحبّ يجعلنا نقدّر الفقر ونصبر على الجوع والبرد ونفرح بالإهانة ونرضى بالمرض ونقاوم التجربة ونتحمّل الاضطهاد.  الحبّ يحثّنا على مساعدة القريب في جميع احتياجاته".

 

 

اتّصال الأمّ ألفونسين بالأنفس المطهريّة

 

كانت الأمّ ماري ألفونسين على اتصال بالنفوس المطهريّة. وكثيرًا ما كانت تصلّي وتضحّي كي تُغيث تلك النفوس. لقد ورثت ذلك عن عائلتها (غطاس) التي كانت تذكر النفوس المطهريّة في أدعيتها. وثمّة حوادث أصبحت مشهورة تُبيّن أنّ العائلة نالت من تلك النفوس حماية خاصة في مناسبات شتّى.

 

يتبع...