موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر
أنهى خوسيه فرانشيسكو، البالغ من العمر مئة عام، انتظارًا دام قرنًا كاملًا، إذ نال سرّ المعمودية والمناولة الأولى وسرّ التثبيت في احتفال واحد أُقيم في كنيسة «آ-دوس-فرانكوس» بالبرتغال، وترأسه الأب جواو دي بريتو بدعم من رعية «كالداس دا راينيا».
خوسيه، المولود في البلدة نفسها والذي أمضى حياته كلها في العمل الزراعي، هو أب لسبعة أبناء (ست بناء وابن واحد)، وقد حرص على تعميدهم جميعًا رغم أنه لم يتلقَّ بنفسه سرّ المعمودية. وظلّت رغبته في نيل الأسرار حيّة في داخله على مدى سنوات طويلة.
وبدأت قصة تحقيق هذا الحلم بعد مشاركته في تموز الماضي في مبادرة أطلقتها آنا بينتو ماتشادو، من «مركز الروتاري لتنمية المجتمع» و«أكاديمية الأحلام»، والتي أتاحت لكبار السن عيش تجربة الواقع الافتراضي باستخدام نظارات 360 درجة. ومن خلال هذه التجربة التي أعادته رمزيًا إلى تجربة الرقص، شعر خوسيه بأنّه يخرج من عزلة غرفته التي يقضي فيها معظم أيامه. وأوضحت مديرة المبادرة أنّها «كانت تجربة مميزة لهؤلاء المسنين، الذين كثيرًا ما يُنسَون، ويعيشون في دور رعاية ذات خيارات محدودة للحركة، رغم تمتّعهم بقدرات عقلية ممتازة، بينما يظلّ عالمهم محصورًا في غرفتهم».
وقد أثّرت هذه التجربة في خوسيه ودفعته للبوح بندمٍ قديم بسبب عدم تلقيه المعمودية، رغم أنّه عمّد جميع أبنائه. وأشار إلى أنّ ظروف الحياة الزراعية الشاقة، المليئة بالتعب وضيق الوقت، لم تُتح له التفكير في نفسه. وكان يعتقد أنّه في سن المئة «لم يعد للأمر جدوى!»، لكن فريق المبادرة شجّعه مؤكدًا: «لم يفت الأوان بعد لتحقيق الأحلام!».
وبتشجيع الفريق، وبدعم من كاهن الرعيّة والرعيّة نفسها، بدأ خوسيه التحضير لنيل الأسرار. وقد زاره الكاهن مرتين في دار الرعاية لإعداده شخصيًا، قبل أن ينال الأسرار الثلاثة معًا في 15 تشرين الأول في الكنيسة. ومن اللفتات المؤثرة في الاحتفال استخدام منشفة من صنع زوجته، كانت قد استُخدمت سابقًا في معمودية أولادهما. ثمّ تلا الاحتفال غداء احتفاليّ بهذه المناسبة.
وفي تصريح لإحدى الصحف المحلية، قال خوسيه فرانشيسكو: «كان كل شيء جميلًا جدًا. وقد أعجبني كثيرًا الكاهن الجديد في الرعية، جواو دي بريتو. أحببت كل شيء». وأضاف أنّ حلمه المقبل هو بلوغ سنّ 101 في الرابع من آذار المقبل.