موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
روح وحياة
نشر السبت، ١٦ يناير / كانون الثاني ٢٠٢١
"الله والمرض والموت"... كتاب جديد للسيد أسامة كرم امسيح
"لكي يكون بلسمًا لكل مُجرَّب ولكل متألم من مرض أو موت عزيز"

أبونا :

 

أصدر السيد أسامة كرم امسيح، من فرسان القبر المقدس، كتابه الروحي الثامن.

 

ويحمل الكتاب الجديد عنوان: "الله والمرض والموت"، وهو عبارة عن باقة من التأملات والخبرات والوقفات الروحيّة، التي تقع ضمن سبعة أبواب، هي: حكمة الله، التجارب والحروب الروحيّة، الشرّ والشرير، المرض والألم والصعوبات، الموت، من المسؤول عن مغادرة أبي هذه الأرض؟، الآلام والقيامة والفداء".

 

ويأتي الكتاب المجانيّ في وقت تعيش فيه الأسرة البشرية بأجمعها خبرة الألم والموت والمرض، وبما تحملها من نتائج سلبية على وجودنا، والتساؤلات التي تطرحها على البشرية جمعاء ستبقى وستضاعف من قيمة هذا الكتاب والحاجة الملحّة إلى قراءته. هذا، ويهدي امسيح كتابه الجديد إلى روح أبيه كرم أمين امسيح، ولكي لكي يكون هذا الكتاب "بلسمًا لكل مُجرَّب ولكل متألم من مرض أو موت عزيز".

 

 

ماذا يقول لنا الكتاب بإيجاز؟

 

وكتب النائب البطريركي للاتين في الأردن المطران وليم شوملي في مقدمته للإصدار الجديد: "مؤلف هذا الكتاب، السيد أسامة إمسيح، هو رجل أعمال أردني معروف وله باع طويل في الكتابة. على أثر وفاةِ والدهِ، مرّ بتجربة أليمة سبَّبتْ له مرارة داخلية. وبحث في دهاليز الحياة وأروقة الإيمان عن أجوبة لتساؤلاته: لماذا نتألم ونمرض؟ ولماذا يسمح الله بالشرّ دون أن يتدخّل؟ وتتواصل الأسئلة لتصبح أكثر جذرية".

 

وبحسب المطران شوملي، فإن الكتاب يأتي ليؤكد ثلاث حقائق بإيجاز:

 

أولاً: إن سرّ الحياة والموت أكبر من فهمنا البشري الضعيف. فعقولنا المحدودة لا تستطيع أن تدرك وتفهم الأمور غير المحدودة، خاصة المتعلقة بالله.

 

ثانيًا: أراد الكاتب إعلان براءة الله من اتهامنا له بالتسبب بالشرّ والموتِ والمرض. صحيح أنه يعرف وقوع الشرور مسبقًا ولكن لا يريدها. وإذا سمح بها فذلك احترامًا لحرية الانسان.

 

وثالثًا: لا تعارض بين محبة الله التي تسمح بالشر وبين عنايته التي تهتم بدقائق حياتنا. فالله قادر أن يحول الشر إلى خير، والتحدّيات إلى فرص، تمامًا مثلما حوّل يسوع موت ألعازر إلى مناسبة لإظهار مجد الله. وكم من البشر تابوا وعادوا إلى الله بعد تجربة أليمة.

 

 

مقدّمة الكاتب

 

من جهته، قال السيد أسامة امسيح في مقدمة كتابه: "ليس المرض والألم والموت من مخطط اللّه الاصلي للإنسان، حيث خلق اللّه آدم وحواء لينعما بالفردوس معه وكذلك ذريتهما وخلق اللّه الحياة والخير والصلاح والصحة وسمح بالمرض كنتيجة طبيعية لسقوط آدم في الفردوس. فسبب المرض هو طبيعة الإنسان الجسدية القابلة للمرض والتلف، بسبب سقوط آدم في الفردوس من حالة النعمة، حيث كان بإمكانه أن يعيش في الحالة التي خططها اللّه له لولا إرادته الحرة التي أخطأت".

 

ويشير إلى أنّ "خبرة المرض للمؤمن تصبح أحيانًا أنفع من آلاف المواعظ اللاهوتية فتردّ الإنسان عن طريق الخطيئة والشر إلى طريق التوبة والصواب وبالتالي يصبح الألم طريق خلاصه". ويلفت إلى أنّ حياتنا على الأرض تكون في العادة ما بين 70–80 عامًا، كما ورد في المزمزر 90، وأن مصير طبيعتنا الجسدية الساقطة مرض وتلف الجسد وينتج عنه الموت الجسدي، أما الموت الروحي (الانفصال عن اللّه بسبب خطايانا) فهو للأبد وهو الأشد خطورة، لذلك يهتم اللّه بألا نموت روحيًا ويسعى لخلاصنا لأننا أبناؤه.

 

ويخلص إلى القول: "نعلم أن اللّه خير وصلاح، ولا يرحّب بمرض وموت أبنائه ولم تكن بمخططه. لكنه يعلم بها مسبقًا بسبب سقوط آدم بإرادته، كما يحولها لخيرنا. لنتذكر أن اللّه آبٌ رحيم، يعطف ويشفق ويرعى أبناءه. لذلك لا ننسب المرض والألم  والموت للّه كأنه سببها، وهي عقاب منه. لنتذكر إحدى أجمل آيات الانجيل التي توضح محبته لنا: «فإن اللّه أحب العالم حتى إنه جاد بابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية» (يوحنا 3: 16)".