موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر
أونوفوري، متروبوليت كييف وسائر أوكرانيا - الكنيسة الأرثوذكسيّة الأوكرانيّة
قرّر مجمع الكنيسة الأرثوذكسيّة الأوكرانيّة (بطريركية موسكو)، الجمعة، "الاستقلال الكامل والحكم الذاتي"، وبالتالي الانفصال عن الكنيسة الأرثوذكسيّة الروسيّة. ويأتي هذا القرار منتصف الشهر الثالث من الغزو الروسي لأوكرانيا، والتي حظيت بدعم من بطريرك موسكو كيريل.
وقررّت الكنيسة "اعتماد المجلس التعديلات والإضافات ذات الصلة على النظام الأساسي لإدارة الكنيسة الأرثوذكسيّة الأوكرانيّة، مما يشير إلى الاستقلال الكامل والحكم الذاتي للكنيسة الأرثوذكسيّة الأوكرانيّة". كما أدان المجمع الحرب الروسيّة في أوكرانيا، وقدّم شروطًا للحوار مع الكنيسة الأرثوذكسيّة لأوكرانيا، وتطرّق إلى إمكانية تقديس الكنيسة لزيت الميرون، والتي تعتبر علامة على الاستقلال في التقاليد الروسيّة.
عقد مجمع الكنيسة الأرثوذكسيّة الأوكرانيّة، وهي الكنيسة التي ما زالت المرتبطة بسلطة بطريركيّة موسكو الروحيّة والإداريّة، اجتماعًا يوم الجمعة الموافق 27 أيار 2022، "للنظر في قضايا حياة الكنيسة التي برزت نتيجة العمليّة العسكريّة للاتحاد الروسي في أوكرانيا".
وأدان المجمع الحرب باعتبارها انتهاكًا لوصيّة الله: ’لا تقتل‘، معربًا عن تعازيه القلبيّة لكلّ من يعاني من الصراع. وناشد السلطات الأوكرانيّة وسلطات الاتحاد الروسي مواصلة عمليّة التفاوض والبحث عن حوار يمتاز بالجديّة والعقلانيّة يمكن من خلاله وقف إراقة الدماء.
وأعرب المجمع بأنّه يختلف مع موقف البطريرك كيريل الأول، بطريرك موسكو وسائر عموم روسيا، بشأن موقفه من الحرب في أوكرانيا. وأكد أنّ المجمع قد اعتمد على التعديلات المناسبة على النظام الأساسي فيما يتعلّق بإدارة الكنيسة الأرثوذكسيّة الأوكرانيّة، والتي قال بأنّ جميع هذه الإجراءات "تشهد على الاستقلال الكامل والحكم الذاتي للكنيسة".
"وإدراكًا للمسؤولية الخاصة أمام الرب القدير"، كما جاء في البيان، أعرب المجمع عن "أسفه العميق لعدم وجود وحدة داخل الجسم الأرثوذكسي في أوكرانيا"، وأكد بأنّ "وجود الانشقاق هو جرح عميق مؤلم في جسد الكنيسة"، معربًا عن "أسفه بأنّ الإجراءات الأخيرة التي قام بها بطريرك القسطنطينية المسكونيّ، والتي أسفرت عن تشكيل ’الكنيسة الأرثوذكسيّة لأوكرانيا‘، قد أدت فقط إلى تعميق سوء التفاهم". لكن المجمع أكد بأنّه "لا يفقد الأمل في استئناف الحوار، حتى في حالات الأزمات هذه".
ومن أجل إجراء الحوار، أشار المجمع إلى حاجة ممثلي الكنيسة الأرثوذكسيّة لأوكرانيا إلى "وقف الاستيلاء غير القانوني على الكنائس والنقل القسري لأبرشيات الكنيسة الأرثوذكسيّة الأوكرانيّة"، كما "وحلّ قضية التسلسل الهرمي داخل الكنيسة؛ لأنّه بالنسبة للكنيسة الأرثوذكسيّة الأوكرانيّة، كما هو الحال بالنسبة لمعظم الكنائس الارثوذكسيّة المحليّة، من الواضح تمامًا أنّه من أجل الاعتراف بأصالة التسلسل الهرميّ للكنيسة الأرثوذكسيّة لأوكرانيا، فمن الأهميّة أولاً استعادة الخلافة الرسوليّة لأساقفتها".
هذا وأعرب المجمع في ختام بيانه عن "قناعته العميقة بأن مفتاح نجاح الحوار يجب ألا يكون فقط الرغبة في استعادة وحدة الكنيسة، ولكن أيضًا الرغبة الصادقة في بناء حياة المرء على مبادئ الضمير المسيحي الحقيقي والنقاء الأخلاقي".
يُشار إلى الغالبية العظمى من الأوكرانيين هم من المسيحيين الأرثوذكس. ومع ذلك، تنقسم ولاءاتهم بين ما لا يقل عن هيئتين كنسيتين رئيسيتين، إحداهما "الكنيسة الأرثوذكسيّة الأوكرانيّة"، التي تتمتع بالحكم الذاتي لكنها ظلّت تحت سلطة بطريركيّة موسكو.
أمّا الثانيّة فهي "الكنيسة الأرثوذكسيّة لأوكرانيا"، وعمرها ثلاث سنوات، وكان تأسيسها نتيجة مباشرة لسعي العديد من أتباع الكنيسة للانفصال عن الكنيسة الأرثوذكسيّة الروسيّة وإنشاء كيان كنسي مستقل تمامًا لأوكرانيا. وقد أثار اعتراف بطريركيّة القسطنطينية المسكونيّة في اسطنبول غضب موسكو. وقد قطعت الكنيسة الأرثوذكسيّة الروسيّة علاقاتها بالبطريركيّة المسكونيّة.