موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر
لم يحقق الرئيسان الأميركي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين الجمعة أي اختراق بشأن أوكرانيا في القمة التي عقداها في ألاسكا الجمعة، اذ رغم إشارتهما إلى نقاط اتفاق مشتركة وإعادة إحياء الصداقة بينهما، لم يقدم الطرفان أي جديد بشأن وقف إطلاق النار.
وترامب المولع بوصف نفسه بأنه صانع صفقات ماهر، أتاح للرئيس الروسي أن تطأ قدماه للمرة الأولى أرضًا غربية في قاعدة المندورف ريتشاردسون الجوية الأميركية التي تستضيف القمة منذ أن أرسل قواته لغزو أوكرانيا في شباط 2022.
وبعد ثلاث ساعات من انطلاق المحادثات تم الإعلان بشكل مفاجىء عن اختتامها، حيث عقد الرئيسان مؤتمرًا صحافيًا مشتركًا تبادلا فيه كلمات الثناء، لكنهما لم يجيبا على أسئلة الصحافيين، وهو أمر غير معهود بالنسبة لرئيس أميركي يولي الإعلام أهمية كبيرة.
وقال ترامب "لم نصل إلى هناك حتى الآن، لكننا أحرزنا تقدمًا. لا اتفاق حتى يتم التوصل إلى اتفاق". ووصف الاجتماع بأنه "مثمر جدًا" مع التوافق "العديد من النقاط"، مردفًا من دون اسهاب "لم يتبق فقط سوى عدد قليل جدًا، بعضها ليس بتلك الأهمية، وربما يكون أحدها هو الأهم".
وتحدث بوتين أيضًا بكلمات عامة خلال المؤتمر الصحافي المشترك الذي استمر 12 دقيقة فقط.
وقال "نأمل أن يمهد التفاهم الذي توصلنا إليه (...) الطريق للسلام في أوكرانيا".
وبينما كان ترامب يفكر في لقاء ثان، ابتسم بوتين وقال بالانكليزية "المرة المقبلة في موسكو".
وأكد بوتين موافقته على فكرة أن حرب أوكرانيا التي أمر بها ما كانت لتحدث لو كان ترامب رئيسًا بدلاً من جو بايدن.
من جانبه، أعرب ترامب مجددًا عن استيائه من "الخدعة" حول تدخل روسيا لمساعدته في انتخابات 2016، وهي نتيجة تدعمها الاستخبارات الأميركية.
وتناقض الاستقبال الودي لبوتين مع انتقادات ترامب اللاذعة للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خلال اجتماعه معه في البيت الأبيض في شباط.
وكان ترامب قد صرح سابقًا بأنه يسعى لعقد اجتماع ثلاثي مع زيلينسكي، لكنه لم يتم الإعلان عن أي لقاء من هذا النوع خلال القمة.
أضاف ترامب أنه سيتشاور الآن مع زيلينسكي وقادة حلف شمال الأطلسي الذين أعربوا عن قلقهم من تواصل الرئيس الأميركي مع بوتين.
وصرّح الرئيس الأميركي لقناة "فوكس نيوز" أن الأمر الآن "يقع على عاتق الرئيس زيلينسكي"، مضيفا أن تقييمه للقمة "عشرة من عشرة".
أما بوتين فقد حذّر كييف والعواصم الأوروبية من وضع "عقبات" أمام عملية السلام أو "محاولات تعطيل التقدم الناشئ من خلال الاستفزازات أو المكائد الخفية".
وكان ترامب قد دعا بوتين إلى القمة قبل أسبوع واحد فقط، وحرص على أن يكون هناك اعداد خاص للقائهما الشخصي الأول منذ عام 2019.
ووصل الرئيسان بطائرتيهما الرئاسيتين إلى القاعدة الجوية، وصفق ترامب لدى ظهور بوتين.
وأظهر الجيش الأميركي قوته مع تحليق قاذفة شبح من طراز بي-2 في الأجواء، بينما صرخ أحد المراسلين بصوت مسموع لبوتين "هل ستتوقف عن قتل المدنيين؟".
وابتسم بوتين عندما اتخذ ترامب خطوة غير مألوفة بمرافقته إلى سيارة الليموزين الرئاسية الاميركية، قبل أن يلتقيا في غرفة أمام شاشة كتب عليها باللغة الإنجليزية "السعي إلى السلام".
ومازح بوتين المراسلين الروس خلال الزيارة التي تعد علامة فارقة لزعيم يواجه مذكرة توقيف من المحكمة الجنائية الدولية على خلفية حرب أوكرانيا.
وحققت روسيا في الأيام الأخيرة مكاسب ميدانية قد تعزز موقف بوتين في أي مفاوضات لاحقة لوقف إطلاق النار، على الرغم من أن أوكرانيا أعلنت أثناء وصول بوتين أنها استعادت عدة قرى.
وشدد ترامب على أنه سيكون حازما مع بوتين، بعد تعرضه لانتقادات لاذعة لظهوره ضعيفا أمامه خلال قمة هلسنكي عام 2018.
وأثناء توجهه إلى ألاسكا، أعلن البيت الأبيض أن ترامب ألغى خطة للقاء منفرد مع بوتين، مفضلا عقد محادثات بدلا من ذلك برفقة وزير الخارجية ماركو روبيو ومبعوثه ستيف ويتكوف.
ولم يشارك زيلينسكي في المحادثات، ورفض ضغوط ترامب لتسليم مناطق استولت عليها روسيا.
وقال زيلينسكي في منشور على مواقع التواصل الاجتماعي "حان الوقت لإنهاء الحرب، وعلى روسيا اتخاذ الخطوات اللازمة. نحن نعتمد على أميركا".