موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الخميس، ١٤ أكتوبر / تشرين الأول ٢٠٢١
البابا فرنسيس للصيادلة: يجب ألا تؤثر ثقافة الهدر على مهنتكم.. والإجهاض يعني القتل

أبونا وفاتيكان نيوز :

 

حثّ البابا فرنسيس، الخميس، الصيادلة على الحذر من ثقافة الهدر والحفاظ على المبادئ الأخلاقية في مهنتهم، مؤكدًا أنّ الإجهاض هي جريمة قتل. جاءت هذه الكلمات ذلك خلال استقبال قداسته لحوالي 150 مشاركًا ومشاركة في المؤتمر الوطني الـ42 الذي تنظمه الرابطة الإيطاليّة لصيدلة المستشفيات والخدمات الصيدلانية، من 14 إلى 17 تشرين الأول.

 

 

ثلاثة طرق

 

شدّد الحبر الأعظم على أهميّة النظام الصحي الوطني العام كعامل لا غنى عنه من أجل الخير العام والنمو الاجتماعي، لاسيما في سياق الجائحة التي غيّرت تخطيط وتنظيم الإدارة والرعايّة الصحيّة. من بعدها، قدّم قداسته ثلاثة طرق للسير عليها في عمل الصيادلة.

 

في البداية، استلهم البابا فرنسيس شخصيّة صاحب الفندق في مَثل السامري الصالح، والذي طُلب منه أن يعتني بأمر الرجل الجريح. وقال: إنّه يعكس الروتين اليومي والخدمة الخفيّة لصيادلة المستشفيات، والتي تتطلب هذه الخدمة، التي لا يلاحظها أحد، الصبر والمثابرة والدقة. بالتالي، يمكن للصيادلة أن يسيروا نحو "قداسة الحياة اليومية" من خلال الصلاة والمحبّة.

 

ثانيًا، قال الحبر الأعظم بأنّ صيادلة المستشفيات هم في علاقة مباشرة مع المرضى. وتحدّث عن أهميّة فهم المرض والمريض، وذكّر بأن صيدليّة المستشفى تكون في بعض الحالات من الأقسام غير المرئية ولكن يبقى المريض مَن تُوجّه إليه خدمة العلاج.

 

أما المسار الثالث فهو البعد الأخلاقي لمهنة صيادلة المستشفيات على المستويين الشخصي والاجتماعي. فعلى المستوى الأخلاقي الشخصي ذكّر بأنهم "في خدمة الحياة البشرية". وأوضح بأنّ هذا "يقود في بعض الحالات إلى الاستنكاف الضميري، وهو ليس خيانة للمهنة، بل على العكس، هو أمانة لها إن كانت هناك مبررات صحيحة، هذا إلى جانب كونه إدانة للظلم المرتكَب ضد حياة الأبرياء والعزّل.
 

الإجهاض يعني القتل

 

وأثار البابا فرنسيس موضوع الإجهاض.

 

وقال: "إنكم تعلمون أنني واضح جدًا في هذا الأمر: إنّه قتل، وليس من المقبول أن تصبح شريكًا فيه". وأضاف الحبر الأعظم: "من واجبنا أن نكون قريبين من الأمر، وخاصة من النساء، كي لا يصلنّ إلى التفكير في الإجهاض على أنّه حلّ، لأنه في الواقع ليس حلاً".

 

 

ثقافة الهدر

 

وحول جانب العدالة الاجتماعية، فقد شدّد البابا على أنّه "يجب على الاستراتيجيات الصحيّة الساعية إلى العدالة والخير العام أن تكون مستدامة اقتصاديًّا وأخلاقيًّا". ولكون الخدمة الصحيّة الوطنيّة الإيطاليّة تسعى إلى توفير وصول شامل إلى الرعايّة الصحيّة، فقد أكد قداسته في هذا السياق على أنّه لا ينبغي للمعايير الإداريّة والماليّة أن تؤخذ بعين الاعتبار على أنها العوامل الوحيدة.

 

وقال قداسته: "يجب ألا تؤثر ثقافة الهدر على مهنتكم". كما أعرب البابا فرنسيس عن أسفه لحقيقة أن الرجال المُسنين والنساء المُسنات يحصلون على نصف احتياجاتهم من الأدويّة، وذلك لتقصير حياتهم. وأضاف الحبر الأعظم: "إنّ هذا الأمر هو هدر أيضًا".

 

وخلص البابا فرنسيس إلى القول على أنّه "يجب ألا تكون إدارة الموارد قضية اقتصاديّة فحسب، بل يجب أن تكون أيضًا قضيّة أخلاقيّة وإنسانيّة". وفي الختام قال قداسته بأنّ الجميع مدعو إلى الانصياع إلى "البروتوكول الأخلاقي" في العلم كما في الضمير.