موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الجمعة، ٢٧ يونيو / حزيران ٢٠٢٥
المونسنيور سالاس كاستانييدا منسّقًا جديدًا لرحلات البابا الرعويّة

ندى بطرس – زينيت :

 

عيّن الفاتيكان شخصًا جديدًا للإشراف على الآليّة المعقّدة والرمزيّة لرحلات البابا: المونسنيور خوسيه ناهوم جاييرو سالاس كاستانييدا، وهو دبلوماسيّ مكسيكيّ يعمل ضمن أمانة سرّ الكرسي الرسولي.

 

ويُشير التعيين الذي أكّده البابا لاون الرّابع عشر إلى مقاربة جديدة حيال التزامات الفاتيكان الشاملة، فيما يُعدّ الحبر الأعظم لرحلته الدوليّة الأولى.

 

يخلف المونسنيور سالاس كاستانييدا الكاردينال جورج جايكوب كوفاكاد، وهو الهنديّ الذي تمّ تعيينه مؤخّرًا عميدًا لدائرة الحوار بين الأديان. ويصل كاستانييدا مع خبرة في هذه العمليّات المتطلّبة، إذ ساعد في تنسيق رحلتَي البابا فرنسيس إلى هنغاريا (المجر) سنة 2021 ثمّ مجدّدًا سنة 2023.

 

وُلد كاستانييدا في مرتفعات سانتا كلارا في دورانغو، شمال المكسيك، في 11 تموز 1978، وتدرّج بثبات في السلك الدبلوماسيّ الكنسيّ. سيمَ كاهناً سنة 2008 على أبرشية دورانغو، وتلقّى تدريباً في القانون الكنسي في جامعة لاتيران الحبريّة في روما، ثمّ التحق بالسلك الدبلوماسي للفاتيكان عام 2013. وقد صقلت مهامه في بوروندي والعراق والمجر طلاقته في التعامل مع السياقات السياسيّة الدقيقة والفروقات الرعويّة الدقيقة التي غالباً ما تتطلّبها الزيارات البابويّة. ويأتي دوره الجديد الآن في لحظة محوريّة.

 

لم يغادر البابا لاون الرّابع عشر إيطاليا بعد، ولكن يُشاع أنّه يفكر في زيارة تاريخيّة إلى تركيا للاحتفال بالذكرى الـ1700 لمجمع نيقية سنة 2025 – وهي لفتة ذات أهمية تاريخيّة ولاهوتيّة ومسكونيّة، مع العِلم أنّ البابا فرنسيس كان قد تصوّر هذه الرحلة قبل وفاته، إذ رأى فيها فرصة لتجديد الحوار بين الشرق والغرب.

 

من ناحية أخرى، تُعدّ العمليّة اللوجستية الفاتيكانيّة للزيارات البابويّة هائلة، إذ لا يقتصر التنسيق على السُلطات المدنيّة فحسب، بل يشمل أيضاً الكنائس المحليّة والزعماء الدينيّين وأجهزة الأمن ووسائل الإعلام. ويتمثّل التحدّي الذي يواجهه سالاس كاستانييدا في تفسير أولويّات لاون الرّابع عشر على الصعيد العالمي. إذ يُعرف هذا المكسيكي بدقّته الهادئة وحساسيته الثقافيّة المتعدّدة، يُجسّد جيلاً جديداً من دبلوماسيّي الفاتيكان الذين تأثّروا بواقع ما بعد الحرب الباردة وتعقيدات عالم متعدّد الأقطاب. كما وتشير خلفيّته في بلدان اتّسمت بالصراع والاستقرار الهشّ –من وسط أفريقيا إلى الشرق الأوسط– إلى تفضيله بناء الجسور على الحواجز.

 

في سياق متّصل، يُشير المراقبون في روما إلى أنّه في حين يُتوقّع أن يحافظ البابا لاون الرّابع عشر على المكانة الدوليّة القويّة التي تميّز بها أسلافه، إلّا أنّ أسلوبه قد يُفضّل اللقاءات الأصغر والأكثر حميميّة، بدلاً من الفعاليّات الضخمة الواسعة النطاق. وقد علّق أحد مسؤولي الفاتيكان قائلاً: “هذه لحظة لا يُنظر إليها فقط، بل يُنصَت إليها أيضًا… تكمن مصداقيّة الكنيسة غالبًا في حضورها بين المنسيّين".

 

وفيما سجلّ سالاس كاستانييدا دليل على ذلك، فقد يُعطي الفصل التالي من الرّحلات الرّسوليّة الأولويّة للعمق على العرض. رغم أنّ اسمه غير معروف للعامّة بعد، فمن المرجّح أن يُسهم عمله في تشكيل طريقة لقاء العالم بالبابا الجديد، وكيفية لقاء البابا بالعالم.