موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر
بعد ثلاثة أيام من الميلاد، تذكر الكنيسة كيف اصطبغ الميلاد الأول بدم الأطفال الأبرياء. فقد جاء في إنجيل القديس متى - أن هيرودس خاف على سلطانه وملكه من "وليد بيت لحم" الملك. لذلك أمر بقتل الأطفال من عمر سنتين فما دون في بيت لحم وحولها.
الكنيسة تذكر هؤلاء الأطفال وتكرمهم كشهداء، وتدعو هم "القديسين الأبرياء"، لأنهم قتلوا لأجل المسيح. إنهم زهرة الشهداء. إنهم الطليعة الصغيرة من كل الذين سفكوا دماءهم على مدى القرون من أجل المسيح.
يقول الشاعر الفرنسي Charles Peguy عنهم: "هؤلاء الأطفال كانوا أبناء بلده، كانوا أقرانه وقتلوا بدلاً منه. لم يستشهدوا بسببه فقط، ولكن من أجله ومن أجل ما يمثله. فقد كانوا ’هو‘ آخرين".
وإن الكنيسة تذكر هؤلاء الأطفال الشهداء لتؤكد على الارتباط السري بين هذه المذبحة والوعد بالخلاص الذي جاء إلى العالم بميلاد المسيح.
في العالم اليوم هناك كثير من الأبرياء.
في العالم وحتى اليوم لا تزال آلام الأبرياء لغزًا وسرًّا. لذلك لا تطلب من الكنيسة أن نتذكر حادثة مأساوية أو نقوم بتأوينها. بل تطلب منا أن نتخذ موقفًا في المعركة المستمرة بين الحياة والموت، بين السلام والحرب، بين الشر والخير، وبين النعمة والخطيئة التي تحتدم في قلوبنا ومن حولنا.
إن ذكرى مذبحة أطفال بيت لحم قبل ألفي سنة، تتجدد اليوم بمذبحة مستمرة في غزة كان الأطفال ضحاياها لا بل وقودها.
فمن أجل كل أطفال غزة، ومن أجل ضحايا عنف الكبار و"هيرودسيي العصر"، ارحمنا يا رب.